بحث

البطريرك الراعي: حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب البطريرك الراعي: حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب 

البطريرك الراعي: حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي يوم الأحد الخامس من شباط فبراير في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة بعنوان "كنت جائعًا فأطعمتموني" (متى ٢٥: ٣٥).

استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "تذكر الكنيسة، في هذا الأحد، وطيلة الأسبوع، الأبرار والصديقين. هي كنيسة الأرض المجاهدة، من أجل بناء ملكوت الله في المجتمع البشري وفي العالم، تكرّم كنيسة السماء الممجّدة، التي يبلغ معها ملكوت الله ذروة اكتماله. فتستشفعها لكي يسلك أبناؤها وبناتها، الذين في العالم الطريق الذي سلكه القديسون، وهو محبة الأخوة في حاجاتهم، وتسمّى "بالمحبة الاجتماعية". وقد تماهى الرب يسوع مع المحتاجين: فإذا جاع أحدهم، جاع هو، وإذا أحد أطعمهم، أطعمه هو، وسمّاهم "إخوته الصغار". ولذا قال: "كنت جائعًا فأطعمتموني" (متى ٢٥: ٣٥). 

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أشار البطريرك الراعي في عظته إلى أن "حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنّما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب. نعم في خيانة الشعب الذي إئتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمّنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمّة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرمًا عظيمًا بحق الشعب اللبناني والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصمّوا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الاستشفاء؟ أإلى هذا الحد من الحقد والكيدية بلغ نواب الأمّة ومرجعياتهم؟ وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يُهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلها نتيجة غياب رأس للدولة!

وأضاف غبطته يقول "ويتكلّمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الانطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيًا التجرد عن الأنانية الرامية إلى المصلحة الخاصة".

وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "فلنصلّ، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله جميعًا بنعمته لنعيش المحبة الاجتماعية على مثال الأبرار والصديقين، ولكي يردّ الكثيرين إلى الإيمان وقداسة السيرة، فنستحق أن نسبح ونمجد الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

06 فبراير 2023, 13:02