بحث

البابا: العالم كلُّه في حرب وفي دمار ذاتي، لنتوقّف! البابا: العالم كلُّه في حرب وفي دمار ذاتي، لنتوقّف! 

البابا: العالم كلُّه في حرب وفي دمار ذاتي، لنتوقّف!

في رحلة العودة من جنوب السودان، التقى البابا ورئيس أساقفة كانتربري ومُنسِّق كنيسة اسكتلندا بالصحفيين. البابا فرنسيس يتحدّث عن بندكتس السادس عشر: "لقد تمَّ استغلال موته من قبل الأشخاص الذين يريدون أن يجرّوا الماء إلى مطاحنهم ". وعن المثليين: "تجريمهم هو ظلم".

بروني: صباح الخير للجميع، من الواضح أن هذه الزيارة كانت مميزة، نظرا للأمور التي شاهدناها وسمعناها، وأيضا لأن الزيارة تمت كرحلة حج جماعية، رحلة حج من أجل السلام، برفقة أشخاص آخرين، وهذه الصورة نراها هنا في هذه اللحظة. أود أن أطلب من الصحفيين عندما سيحين وقت طرح الأسئلة، أن يقولوا إلى من يوجهون السؤال، لأنه يوجد معنا، بالإضافة إلى الأب الأقدس، المنسق العام للكنيسة المشيخية الأسكتلندية، وتعرفون رئيس الأساقفة ويلبي (رئيس أساقفة) كانتربوري. لكن قبل أن نبدأ أود أن أسأل قداسته ما إذا كان يريد أن يقول شيئا، أن يوجه لنا كلمة.

البابا فرنسيس: أتمنى لكم أحداً ممتعا، وشكراً على عملكم في هذه الأيام. كانت هذه زيارة مسكونية مع أخويّ، لذا أردتُ أن يكونا حاضرين هما أيضا في المؤتمر الصحفي لاسيما رئيس أساقفة كانتربوري، الذي يسير منذ سنوات في درب المصالحة هذه. لقد بدأ العمل قبلي بكثير في هذا المجال، لذا أردتُ أن يكونا حاضرين كلاهما. شكراً وسنتكلم لاحقا.

ويلبي: طاب يومكم، شكراً جزيلا. في عام ٢٠١٤ قمت أنا وزوجتي بزيارة جنوب السودان في إطار زيارة إلى الشركة الأنغليكانية، ولدى وصولنا طلب منا رئيس الأساقفة أن نذهب إلى مدينة "بور". كانت الحرب الأهلية قد بدأت منذ خمسة أسابيع آنذاك، وكان الوضع قاسياً جدا. ذهبنا إلى بور على متن طائرة ذات محرك واحد، حطت في منطقة جرداء. وكانت الجثث عند بوابة المطار، وكان عدد القتلى خمسة آلاف. وكان هناك بعض الجنود التابعين للأمم المتحدة. ذهبنا إلى الكاتدرائية حيث قُتل جميع الكهنة الأنغليكان، وحيث اغتُصبت زوجاتهم قبل أن يُقتلن. كان الوضع رهيباً. لدى عودتنا إلى ديارنا، شعرنا أنا وزوجتي بدعوة قوية، لنرى ماذا نستطيع أن نفعل لندعم أهالي جنوب السودان، ومنذ ذلك الحين، خلال أحد اللقاءات المنتظمة التي كان لي شرف عقدها مع البابا فرنسيس، تحدثنا كثيرا عن جنوب السودان، وطورنا فكرة عقد خلوة (روحية) في الفاتيكان.  فريق العمل الخاص بي في لامبيث والفاتيكان عملا معا منذ العام ٢٠١٦، وقاما بزيارات إلى جنوب السودان، عملا ميدانياً، وعملا مع الزعماء سعياً لتنظيم هذه الزيارة. زوجتي ذهبت إلى هناك وعملت مع زوجات الأساقفة ومع نساء رائدات تعرضن لضغوط قوية. وزرنا أيضا زعماء منفيين في أوغندا. في عام ٢٠١٨ اتضح لنا أن هناك إمكانية تنظيم زيارة مطلع عام ٢٠١٩، وتمكّنا من ذلك، وكانت معجزة. كان أحد نائبي الرئيس في الخرطوم، قيد الإقامة الجبرية. أتذكر أنه في اليوم السابق للزيارة – كان علي أن أذهب إلى روما باكراً جداً صباح اليوم التالي – كنت في مرآب للسيارات بمدرسة في نوتينغهام بإنجلترا، وتحدثت على الهاتف مع الأمين العام للأمم المتحدة لإقناعه بتمهيد الطريق أمام نائب الرئيس ليتمكن من الحصول على تأشيرة الدخول، وهذا ما فعله بجدارة كبيرة، وتمكن من أن يستقل آخر رحلة من الخرطوم قبل إقفال المجال الجوي إثر انقلاب. ذروة لقاء العام ٢٠١٩ كانت بالطبع البادرة التي لا تُنسى والتي قام بها البابا عندما جثا على ركبتيه وقبّل أقدام الزعماء قائلا: "أرجوكم أن تصنعوا السلام" وقد حاولوا أن يوقفوه. توجه فكرنا مباشرة إلى الفصل الثالث عشر من إنجيل يوحنا، وكانت لحظة مهمة جدا. كانت النقاشات صعبة ثم عقد نائبا الرئيس اجتماعاً منفصلا، كان مفعماً بالزخم، وفي الختام التزما في تجديد اتفاق السلام، وأعتقد أن ما فعله البابا كان أمراً أساسيا، كانت النقطة التحولية. لكن كما يقول أحد المدربين الإنجليز: إنكَ بارعٌ لغاية المباراة المقبلة. وجاءت جائحة كوفيد لتُوجه ضربة قاسية للمباراة التالية. أعتقد أن النتيجة كانت فقدان الفرصة فيما يتعلق بعملية السلام. عندما وصلنا إلى هذه الزيارة تابع الفريقان عملهما لكن بثقة أقل قياساً مع العام ٢٠١٩. لكني أنهيتُ هذه الزيارة بمشاعر قوية من التشجيع، ليس فقط لأنه تحقق هذا التحول، بل نظرا للشعور – إذا أردنا استخدام كلمات البابا – شعور الحديث من القلب إلى القلب. لم تحصل الاتصالات على المستوى الفكري: كما لاحظتم، خلال مختلف اللقاءات التي تخللتها الخطابات، لقد تحدث القلب إلى القلب. حصل هذا الدفع على المستوى المتوسط وفي القاعدة، وما نحتاج إليه هو تبدل القلب لدى القيادة. عليهم أن يتفقوا على عملية تقود إلى انتقال سلمي. هذا ما قلناه لهم علنا، قلنا لهم: ينبغي أن يوضع حد للفساد ولتهريب الأسلحة، لتخزينها بكميات كبيرة. هذا يتطلب المزيد من العمل معا، مع الفاتيكان ومع لامبيث، وخصوصا مع الـ"ترويكا" الحكومية، كي نتمكن من أن نشرّع هذا الباب المفتوح، مع أنه ليس مفتوحاً بالقدر الذي أريد، كي نتمكن من كسر الباب وإحراز تقدم حقيقي. بعد أقل من سنتين ستجري الانتخابات، في نهاية العام ٢٠٢٤: نحن بحاجة لرؤية تقدم جاد قبل نهاية العام ٢٠٢٣. سأترك الكلمة الآن لمنسق الجمعية العامة لكنيسة أسكتلندا.

غرينشيلدز: شكرا. خبرتي مختلفة تماماً عن خبرة البابا ورئيس الأساقفة. إنها المرة الأولى التي أزور فيها جنوب السودان، لكنها ليست المرة الأولى لكنيستي في جنوب السودان، لأن سلفي، المنسق السابق، زار ما سماه بالوضع الهش للغاية. المصالحة والغفران كانا في محور النقاشات والحوار أثناء لقاء العام ٢٠١٥. لقد دعونا الأشخاص للعودة إلى الكنيسة الأسكتلندية في جنوب السودان لكي يفكروا. المقاطعة المشيخية في جنوب السودان. أود أن أكرر ما قاله صديقاي: لقد قيلت كلمات قوية، قيلت الحقيقة، إلى القلب والعقل. أعتقد أن الوضع الحالي هو كالتالي: الأعمال تتكلم بشكل أوضح من الكلمات. لقد دُعينا من قبل الحكومة والكنائس إلى زيارة جنوب السودان، كما يُدعى الصديق للدخول إلى بيتهم وغرفهم. هذه الدعوة تضمنت طلب المساعدة، بكل الوسائل الممكنة، لإحداث فرق في هذا الوضع، للقاء شركائنا، وللتحدث إلى الممسكين بزمام السلطة، وهذا ما فعلناه. الكرة باتت الآن في ملعب القادرين على إحداث فرق إذ عليهم أن يبدأوا العملية، وبشكل طارئ. هذا ما طلبناه خلال هذه الزيارة.

بروني: حسنا ... شكراً

[السؤال الأول]

جان باتيست مالينجي  RTCE-Radio Catolique Elikya ASBL

أنا جان باتيست ميليجي من محطة الإذاعة والتلفزة الكاثوليكية Elikya التابعة لرئاسة أبرشية كينشاسا. أيها الأب الأقدس، كنت ترغب منذ زمن بزيارة جمهورية الكونغو الديمقراطية. الآن كل البلدان تشع بالفرح الذي جئت لتزرعه.  ما مدى أهمية الاتفاق الذي وُقع عام ٢٠١٦ بين الكرسي الرسولي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، اتفاق يتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، كالتربية والصحة. الاتفاق هو في صدد التطبيق، في وقت لمست فيه بيدك الجراح المختلفة، وفي وقت اشتم فيه راعي (الكنيسة) الجامعة رائحة الخراف الكونغولية.

البابا فرنسيس: شكرا. أولا فيما يتعلق بالاتفاق، لا أعرف هذا الاتفاق، عذرا، هناك أمين سر الدولة الذي يمكن أن يبدي رأيه. أعرف أنه في الفترة الأخيرة كان يُعد لاتفاق بين الكرسي الرسولي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لكني لا أعرفه ولا أستطيع الإجابة. ولا أعرف كيف يختلف عن الاتفاق الجديد الجاري العمل عليه حاليا، هذه الأمور تقوم بها أمانة سر الدولة، أمين سر الدولة أو المطران غالاغر الحاضر هنا، الذي يهتم عن كثب بالنواحي السياسية للعلاقات بين الدول والكرسي الرسولي، وهما يعرفان تماماً كيف يصنعان الاتفاق لما فيه خير الجميع. لقد رأيت في الكونغو رغبة كبيرة في السير إلى الأمام، (رأيت) ثقافة كبيرة. قبل أن آتي إلى هنا أجريت، منذ بضعة أشهر، لقاءً عبر "زوم" مع طلاب جامعيين أفارقة، من بينهم طلاب كونغوليون: إنهم في غاية الذكاء، لديكم أشخاص يتمتعون بذكاء خارق، هذا من مصادر الغنى لديكم، الشبان الأذكياء، ولا بد أن يُساعدوا على الدراسة والسير قدما، ويجب أن يُفسح المجال أمامهم، وألا تُوصد الأبواب في وجههم. لديكم أيضا الكثير من الثروات الطبيعية التي تجذب الناس فيأتون ليستغلوا الكونغو، عذرا على هذه الكلمة. هناك هذه الفكرة، لقد قلتها: إن أفريقيا هي لتُستغل، إنها للاستغلال. هناك من يقول، لا أعرف إذا كان هذا صحيحا، إن البلدان المستعمِرة منحت الاستقلال من سطح الأرض وما فوق، ولم تمنح الاستقلال تحت سطح الأرض، فهي تأتي لتبحث عن المعادن. لا أعرف ما إذا كان هذا الأمر صحيحا لكن هذا ما يُقال. لكن فكرة أن أفريقيا هي لتُستغل لا بد من محوها. لأفريقيا كرامتها. والكونغو يحتل مرتبة عالية في هذا المجال. والحديث عن الاستغلال أمر يؤثر بي وتؤلمني مشكلة الشرق، التي هي مشكلة حرب واستغلال. في الكونغو تسنت لي فرصة اللقاء مع ضحايا تلك الحرب الرهيبة، مع الجرحى وأشخاص بُترت أطرافهم. الكثير من الألم، الكثير من الألم. كل ذلك للحصول على الثروات، هذا أمر غير مقبول، غير مقبول. لكن بالعودة إلى سؤالك بشأن الكونغو، للكونغو إمكانات كثيرة.

بروني: لا أعرف ما إذا كان لديكم ما يُقال بشأن موضوع أفريقيا والتربية والصحة...

ويلبي: لا أعرف غرب الكونغو جيدا، زوجتي ذهبت إلى هناك وعملت مع نسوة تعانين من الصراع. لقد زرت الشرق مرات كثيرة، كانت آخر زيارة في عام ٢٠١٨ قبل جائحة كوفيد. إني اتّفق مع ما قاله قداسته: علينا أن نكون واضحين، الكونغو ليس ملعباً للقوى العظمى، وكل ذلك كي تحقق شركات المناجم الصغيرة الأرباح، وهي تتصرف بطريقة غير مسؤولة من خلال نشاطات منجمية حرفية، فضلا عن خطف الأشخاص واستخدام الأطفال المجندين، والاغتصاب على نطاق واسع. هؤلاء ينهبون البلد الذي ينبغي أن يكون من أغنى البلدان على سطح الأرض، وأن يكون قادرا على مساعدة باقي أفريقيا. لقد عُذّب البلد، مُنح الاستقلال السياسي، لكنه لم ينعم بالاستقلال الاقتصادي. الخبرة التي اكتسبتُها في الشرق خلال زيارتي الأخيرة، عندما كان متفشيا داء الـ"إيبولا"، في المناطق التي تنشط فيها الميليشيات، هي أن قمنا بتنشئة القساوسة على التعامل مع هذا المرض بكل أشكاله، الكنائس تقوم بعمل فائق العادة، إنها القوة الوحيدة الفاعلة. اسمح لي أن أقول إن الكنيسة الكاثوليكية تقوم بعمل رائع: المشروع من أجل البحيرات الكبرى الذي أطلقته الكنيسة الكاثوليكية رائع. الآن يتعين على القوى العظمى أن تقول: إن أفريقيا، والكونغو بنوع خاص، لديهما كمّ هائل من الموارد المعدنية التي يحتاج إليها العالم كله، إذا أراد أن يصنع انتقالا إيكولوجيا وينقذ الكوكب من التبدلات المناخية، والطريقة الوحيدة ليتحقق ذلك هي ألا نلطخ أيدينا بالدماء، وأن تبحث (القوى العظمى) عن السلام في الكونغو لا عن اغتنائها وحسب.

غرينشيلدز:  لا أريد أن أضيف الكثير لأني اعتقد أن الإجابة كانت وافية. لكني أعتقد أنه تحذير بالنسبة لنا جميعا. أعتقد أن هناك ما قاله البابا بخصوص الشبان. عقول لامعة وإيجابية، وللشبان الحق في الحصول على فرص للنمو. خبرتي في مناطق أخرى من العالم تعلمني أنه فيما يتعلق بالعقول اللامعة للشابات، لا بد أن يتم الإقرار بحقهن في الحصول على الفرص نفسها أسوة بالشبان، وهذا يصح في كل بلد، خصوصا في البلدان النامية. هذا ما التمسه: الإقرار بحقوق النساء، لاسيما النساء الشابات. إنه أمر في غاية الأهمية.

بروني: شكراً أيها الأب. السؤال الثاني يطرحه جان لوك موتوسامي، هو أيضا من الصحافة الأفريقية.

[السؤال الثاني]

جان لوك موتوسامي (CAPAV)

لقد رأينا كيف أن العنف لا يتوقف على الرغم من عقود من حضور بعثات الأمم المتحدة. كيف تستطيعون معا أن تساهموا في تعزيز نموذج جديد للتدخل، إزاء التجربة المتنامية لدى العديد من الدول الأفريقية لاختيار شركاء آخرين بغية ضمان الأمن، شركاء قد لا يحترمون القوانين الدولية، مثل بعض الشركات الخاصة الروسية أو منظمات أخرى، في منطقة الساحل على سبيل المثال؟

البابا فرنسيس: شكرا. موضوع العنف هو موضوع يومي. هذا ما رأيناه للتو هنا في جنوب السودان. من المؤلم أن نرى كيف يتم التسبب بالعنف. إحدى تلك النقاط هي بيع الأسلحة. رئيس الأساقفة ويلبي قال شيئاً بهذا الخصوص. بيع السلاح: أعتقد أن هذا هو الطاعون الأكثر شيوعا في العالم. صفقات بيع السلاح. هناك شخص مطّلع على هذا الموضوع قال لي إنه في حال توقف بيع السلاح لسنة ينتهي الجوع في العالم. لا أعرف إذا كان هذا صحيحا. لكن بيع السلاح يأتي اليوم في المرتبة الأولى. والأمر لا يقتصر فقط على القوى العظمى، حتى هؤلاء الأشخاص المساكين تُزرع الحرب في داخلهم. هذا أمر قاس. يقولون لهم: "اذهبوا إلى الحرب"، ويعطونهم الأسلحة لأنه توجد مصالح اقتصادية من أجل استغلال الأرض والمعادن والثروات. صحيح أن القبلية في أفريقيا لا تساعد.  لا أعرف جيداً كيف هو الوضع في جنوب السودان. أعتقد أنه موجود هناك أيضا. لكن ثمة حاجة إلى حوار بين مختلف القبائل. أتذكر عندما كنتُ في كينيا، في الإستاد المكتظ، وقفوا كلهم ليقولوا لا للقبلية، لا للقبلية. لكل واحد قصته الخاصة، هناك عداوات قديمة، وثقافات مختلفة. لكن صحيح أيضا أنه يتم التسبب بالصراع بين القبائل، من خلال بيع السلاح، ثم يتم استغلال الحرب بين القبيلتين. هذا أمر شيطاني. لا أجد كلمة أخرى. هذا يعني التدمير: تدمير الخليقة، تدمير الشخص، تدمير المجتمع. لا أعرف إذا كان هذا الأمر يحصل أيضا في جنوب السودان، لكنه يحصل في بعض البلدان: يتم تجنيد الفتيان الصغار لينضموا إلى الميليشيا ويقاتلون كفتيان. في الخلاصة، أعتقد أن المشكلة الأخطر هي التوق للاستحواذ على ثروات ذلك البلد – الكولتان، الليثيوم ... وهذه الأشياء – ومن خلال الحرب، التي يبيعون السلاح من أجلها، يستغلون أيضا الأطفال.

غرينشيلدز: أعتقد أن من بين المشاكل التي تظهر للعيان معدلاتُ الأمية المرتفعة في هذه البلدان: الناس لا يفهون بوضوح من هم، أين هم، ولا يتخذون خيارات واعية. هذا شيء. لا بد من التطرق إلى مسألة سباق التسلح: هناك أشخاص يجنون الكثير من المال بفضل ذلك، وأكثر من أي شيء آخر في العالم. كيف نفعل ذلك؟ من خلال الإقناع. كيف نتخطى الانقسامات؟ من خلال الحوار. أريد أن أقدم لكم مثالاً من إسكتلندا، البلد الذي أتيت منه والذي كان بلدا منقسما بعمق بسبب الدين، وحيث حصلت أمور رهيبة: أعمال عنف رهيبة، انقسامات رهيبة داخل أمتنا. بدأنا عملية حوار فيما بيننا – كنيسة أسكتلندا والكنيسة الكاثوليكية الموجودة في أسكتلندا – من أجل التوصل، العام الماضي، إلى التوقيع على إعلان صداقة، الذي نريد من خلاله أن نسير معاً ضمن اختلافاتنا، ولكن بالتوافق مع ما نتفق عليه. فقط عندما نصل إلى هذا المستوى من الحوار واللقاء مع الآخر، يبدأ هدم الجدران. هذا ما حصل في أسكتلندا، الذي كان بلدا منقسما جداً عندما كنت فتيا. وهذا الأمر بدأ يتغير. والتعليم يساهم أيضا في هذه العملية.

ويلبي: أنا أود أن أجيب من وجهة نظر مختلفة، لأن سؤالك مفيد جدا. الأمر لا يتعلق بالأمم المتحدة أو غيرها، لكن الأمم المتحدة مع غيرها. المسألة تكمن في كلمة "مع" عوضا عن كلمة "أو". ماذا تقدم الكنائس؟ لا يقتصر الأمر على تقديم شبكات فاعلة خالية من الفساد، كي تصل من خلالها المساعدات إلى السكان المحتاجين. هذه الشبكات تتمكن من تخطي خطوط النار وكل شيء آخر. يوم السبت الماضي احتفل رئيس أساقفتنا في كاجو كيجي بجنازة عشرين شخصا: ذهب إلى هنا فور سماعه خبر الاعتداء، وعاد مساء السبت نفسه. وقد أحدثت الزيارة فرقاً كبيراً. إنه تبدل القلب، وهذا كان محور الزيارة. منذ مائة سنة كانت قبيلتا Nuer وDinka في حرب دائمة، كانت ثقافة الثأر، خصوصا فيما يتعلق بقبيلة Nuer التي كانت تعيش صراعاً داخلياً مستمرا، مع سرقة المواشي. الفرق لم تُحدثه حكومة الاستعمار، بل الكنائس وارتداد القلب عندما نال الأشخاص الإيمان بالمسيح، واتضح لهم أن ثمة طريقة أخرى للعيش. لذا إني أتمنى في نهاية هذه الزيارة لا أن نشهد تحركاً ناشطا وحسب بل أن يحمل روح الله روحاً جديدا من المصالحة والشفاء لأهالي جنوب السودان.

بروني: ننتقل إلى السؤال الثالث، كلاوديو لافانيا (NBC)

[السؤال الثالث]

كلاوديو لافانيا (NBC)

صباح الخير للجميع. أردت أن أسألكم، أيها الأب الأقدس، بما أن رئيس الأساقفة ويلبي قد ذكّر بتلك اللحظة المذهلة في عام ٢٠١٩، عندما ركعتم أمام قادة جنوب السودان لطلب السلام، لسوء الحظ في غضون أسبوعين ستكون هناك الذكرى الأولى لصراع رهيب آخر، صراع أوكرانيا، وسؤالي هو: هل ستكونون مستعدين للقيام بنفس البادرة تجاه فلاديمير بوتين إذا أتيحت لكم الفرصة لمقابلته، نظرًا أن نداءاتكم من أجل السلام لم تلق آذانًا صاغية حتى الآن؟ ولكم أنتم الثلاثة: أردت أن أعرف ما إذا كنتم ترغبون في توجيه نداء مشترك من أجل السلام في أوكرانيا، لأنه من الأوقات النادرة التي تكونون فيها أنتم الثلاثة معًا؟

البابا فرنسيس: أنا منفتح على لقاء كلا الرئيسين، رئيس أوكرانيا ورئيس روسيا، وأنا منفتح على اللقاء. إذا لم أذهب إلى كييف، فذلك لأنه لم يكن من الممكن في ذلك الوقت أن أذهب إلى موسكو، لكنني كنت في حوار، وفي الواقع في اليوم الثاني من الحرب، ذهبت إلى السفارة الروسية لأقول إنني أريد أن اذهب إلى موسكو للتحدث مع بوتين، بشرط أن تكون هناك نافذة صغيرة للتفاوض. ثم أجابني الوزير لافروف: "حسنًا"، نعم، حسنًا، لقد قيم هذا جيدًا ولكن "لنرى لاحقًا". هذا التصرف هو تصرّف تمَّ التفكير به، أي "سلأقوم بذلك من أجله". لكن تصرّف لقاء عام ٢٠١٩ لا أعرف كيف، ولم أفكر به والأمور التي لم تفكر فيها لا يمكنك أن تكررها، إنه الروح القدس التي يحملك إلى هناك، ولا يمكنك أن تفسر ذلك، وأنا أيضًا قد نسيتُ ذلك. لقد كانت خدمة، كنت أداة لدفع داخلي، وليس لشيء قد خُطِّط له. اليوم نحن ... لكنها ليست الحرب الوحيدة، أود أن أنصف: سوريا في حالة حرب منذ اثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا. اليمن في حالة حرب منذ أكثر من عشر سنوات. فكر في ميانمار، الروهينجا الفقراء الذين يسافرون حول العالم لأنهم طردوا من وطنهم. في كل مكان في أمريكا اللاتينية، هناك حروب كثيرة! نعم، هناك حروب أكثر أهمية بسبب الضوضاء التي تحدثها، لكن، لا أعرف، العالم كله في حالة حرب، إنه تدمير ذاتي. علينا أن نفكّر بجدية. إنه تدمير ذاتي. لنتوقف ما دام بإمكاننا ذلك، لأن القنبلة تدعو لقنبلة أكبر وأخرى أكبر أيضًا، وفي التصعيد لا تعرف أين ستنتهي ... يجب أن يكون دمك باردًا. من ثم تحدث سيادته عن النساء، لكنني رأيت نساء في جنوب السودان، يسرنَ قدمًا بأبنائهنَّ، وأحيانًا يُتركن بمفردهن، لكن لديهن القوة لإنشاء دولة. إنَّ النساء شجعان، وهنَ اللواتي يسرنَ قدمًا بالأمور ... لأن الرجال يذهبون للقتال، يذهبون إلى الحرب وهؤلاء السيدات اللواتي لديهن طفلان، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة أطفال يسرنَ قدمًا بأمور حياتهنَّ... لقد رأيتهنَّ هنا في جنوب السودان. وبالحديث عن النساء، أود أن أقول كلمة للراهبات، للراهبات اللواتي يعملنَ، رأيت بعضهن هنا في جنوب السودان ثم في قداس اليوم، سمعتم أسماء العديد من الراهبات اللواتي قُتلن، لقد قُطِعَت رؤوسهنَّ في هذه الحرب ... لكن لنعُد إلى قوة المرأة، علينا أن نأخذها على محمل الجد ولا نستخدمها فقط كإعلان للمكياج: من فضلكم، إنها إهانة للمرأة، إن المرأة قد خُلقت لأشياء أعظم! لا أعرف، لقد تحدثت عن النقطة الأخرى، انظر إلى الحروب الموجودة في العالم.

ويلبي: لقد تحدّثتُ عن روسيا والرئيس بوتين وأوكرانيا عندما ذهبت إلى هناك في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) وأوائل كانون الأول (ديسمبر)، وليس لدي ما أضيفه سوى أن نهاية هذه الحرب في يد الرئيس بوتين. يمكنه أن يوقفها بالانسحاب ووقف إطلاق النار ثم بالمفاوضات على اتفاقات طويلة الأمد. لكن لا يمكنني ... إنها حرب مرعبة ورهيبة، لكني أريد أيضًا أن أقول إنني أتفق مع البابا فرنسيس: هناك العديد من الحروب الأخرى. أتحدث كل بضعة أسابيع مع رئيس كنيستنا في ميانمار، لقد تحدثت إلى قادة كنيستنا في نيجيريا، حيث قُتل ٤٠ شخصًا أمس في كاتسينا في نزاع مسلح، لقد تحدثت إلى كثيرين في العالم: أنا متّفق مع الأب الأقدس. لن تنتهي أي حرب إذا لم يتمّ إشراك النساء والشباب، للأسباب التي عبّر عنها بالضبط.

بروني: نصل إلى السؤال الرابع من بروس غالزان من Radio France

[السؤال الرابع]

بروس غالزان (Radio France)

أيها الأب الأقدس، قبل مغادرتكم إلى زيارتكم الرسولية، شجبتم تجريم المثلية الجنسية. إنها جريمة، في جنوب السودان وفي الكونغو لا تقبلها العائلات. لقد التقيت بخمسة مثليين جنسياً هذا الأسبوع في كينشاسا، وجميعهم قد رُفضوا لا بل وطُردوا من عائلاتهم. وقد أوضح لي هؤلاء المثليون أن رفضهم يأتي من التربية الدينية لوالديهم. حتى أن بعضهم تم نقلهم إلى مُقِّمين لأن عائلاتهم تعتقد أن فيهم أرواحهم نجسة. سؤالي أيها الأب الأقدس: ماذا تقولون لعائلات الكونغو - كينشاسا وجنوب السودان التي ما زالت ترفض أبناءها وماذا تقولون للكهنة والأساقفة؟ شكرًا.

البابا فرنسيس: تحدثت عن هذه المشكلة في رحلتين، الأولى من البرازيل: إذا كان الشخص الذي يميل إلى المثلية مؤمنًا ويبحث عن الله، فمن أنا لأحكم عليه؟ هذا قلته في تلك الرحلة. وفي المرة الثانية في رحلة العودة من أيرلندا، والتي كانت رحلة إشكالية إلى حد ما لأن رسالة ذلك الشاب كانت قد نُشرت في ذلك اليوم ... ولكن هناك أخبرت الوالدين بوضوح: إنَّ الأبناء الذين لديهم هذا التوجه لهم الحق في البقاء في المنزل، أنتم لا يمكنكم طردهم من المنزل، لأنَّ لهم الحق في ذلك. ثم قلت شيئًا مؤخرًا، لا أتذكر تمامًا ما قلته في مقابلة " Associated Press". يعد تجريم المثلية الجنسية مشكلة لا يمكننا أن نتغاضى عنها. الحساب هو، إلى حد ما، أن خمسين دولة تقود بطريقة أو بأخرى إلى هذا التجريم. يقول البعض أكثر، دعنا نقول أقل، خمسون. وحتى بعض هذه الدول - أعتقد أنها عشرة - لديها عقوبة الإعدام إما بشكل مُعلن وإنما في الخفاء ولكن لديها عقوبة الإعدام. هذا الأمر ليس صحيحًا، لأنَّ الأشخاص ذوي الميول الجنسية المثلية هم أبناء الله، والله يحبهم ويرافقهم. صحيح أن البعض منهم هم في هذه الحالة بسبب مواقف مختلفة لم يريدوها، لكن إدانة مثل هذا الشخص هي خطيئة، وتجريم الأشخاص ذوي الميول الجنسية المثلية يُعدُّ ظلمًا. أنا لا أتحدث عن المجموعات، لا، لا، وإنما عن الأشخاص. هناك من قد يقول: "لكنهم يشكلون مجموعات تُحدث ضوضاء ..." اللوبيات هي مسألة أخرى. أنا أتحدث عن الأشخاص. وأعتقد أنَّ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يقول جملة: "لا ينبغي تهميشهم". وبالتالي أعتقد أن الأمر واضح في هذا الشأن.

ويلبي: ربما لم يغب عنكم تمامًا أنه كان هناك حديث عن هذا "قليلًا" في كنيسة إنجلترا مؤخرًا ... بما في ذلك المناقشات في البرلمان وما إلى ذلك. كنت أتمنى لو تحدثت ببلاغة ووضوح كما تحدث البابا، وأنا أتفق تمامًا مع كل كلمة قالها. التجريم ... لقد أصدرت الكنيسة الإنجليزية، والشركة الأنغليكانية قرارات في مؤتمري لامبث ضد التجريم، لكن هذا الأمر لم يغير حقًا ذُهنيّة غالبية الأشخاص. في الأيام الأربعة المقبلة، في السينودس العام لكنيسة إنجلترا، سيكون هذا الموضوع الرئيسي للمناقشة وسأذكر بالتأكيد الأب الأقدس. لأنه قد تحدّث عن ذلك بشكل جميل ودقيق.

غرينشيلدز: مجرد ملاحظة موجزة جدًا. لا أرى في أي مكان في الأناجيل الأربعة يسوع يرفض أي شخص. لا أرى أي شيء في الأناجيل الأربعة سوى يسوع يعبر عن المحبة تجاه كل شخص يلتقي به. وبالتالي كمسيحيين، هذا هو التعبير الوحيد الذي يمكننا أن نتوجّه من خلاله لأي إنسان وفي أي ظرف من الظروف.

بروني: السؤال الخامس... هيخت من تلفزيون النمسا

[السؤال الخامس]

أليكسندر هيخت (ORF TV)

سؤال للأب الأقدس: كان هناك الكثير من الأحاديث خلال الأيام الأخيرة عن الوحدة، وقد رأينا أيضًا علامة على وحدة المسيحية في جنوب السودان، وكذلك عن وحدة الكنيسة الكاثوليكية نفسها، أريد ان أسألكم إذا كنتم تشعرون أنه بعد وفاة بندكتس السادس عشر أن عملكم ورسالتكم أصبحا أكثر صعوبة بالنسبة لكم، لأن التوترات بين التيارات المختلفة في الكنيسة الكاثوليكية قد اشتدت؟

البابا فرنسيس: حول هذه النقطة، أود أن أقول إنني كنت قادرًا على التحدث عن كل شيء مع البابا بندكتس وعلى تغيير الآراء وهو كان دائمًا بجانبي وداعمًا لي وإذا واجه أية صعوبات، كان يخبرني وكنا نتحدّث ولم يكن هناك مشاكل. في إحدى المرات تحدثتُ عن زواج المثليين، وأنَّ الزواج هو سر مقدس ولا يمكننا أن نجعل زواج المثليين سرًّا، ولكن هناك إمكانية لتأمين الخيور وهو القانون المدني، وقد بدأ في فرنسا، ولا أتذكر اسمه ولكنه قانون مدني، يقول إن أي شخص يمكنه أن يعقد اتحادًا مدنيًّا، ليس بالضرورة كزوجين، لا .... فالسيدات المسنات المتقاعدات يعقدنَ اتحادًا مدنيًا لربح أشياء كثيرة. وأحد الأشخاص الذي كان يعتقد أنه لاهوتي عظيم، من خلال صديق للبابا بندكتس، ذهب إليه وقدم شكوى ضدي. لكنَّ بندكتس لم يخف، اتصل – وكانوا أربعة ... - أربعة كرادلة لاهوتيين من الدرجة الأولى وقال: "اشرحوا لي هذا " وشرحوه. وهكذا انتهت القصة. إنه مثل لكي نرى كيف كان بندكتس يتصرّف عندما كان هناك شكوى. هناك من يقول إنَّ بندكتس كان يشعر بالمرارة لما كان يفعله البابا الجديد، إنها "قصص صينية" ... لقد استشرتُ بندكتس من أجل اتخاذ بعض القرارات وكان موافقًا. أعتقد أنه قد تمَّ استغلال موت بندكتس من قبل الأشخاص الذين يريدون أن يجرّوا الماء إلى مطاحنهم. والأشخاص الذين يستغلون بطريقة أو بأخرى مثل هذا الشخص الطيب ورجل الله هذا، لا بل يمكنني أن أقول أحد أباء الكنيسة القديسين، هم أشخاص بدون أخلاق، إنهم حزبيون وليسوا رجال كنيسة ... نرى في كل مكان نزعة للتعامل مع المواقف اللاهوتية للأحزاب ومن ثم قد تؤدي إلى هذا ... أو يمكنك أن تتركها ...وهذه الأشياء ستسقط من تلقاء نفسها أو أن بعضها لن يسقط وسيستمر كما حدث في تاريخ الكنيسة. لكنني أردت أن أقول بوضوح من هو البابا بندكتس وهو لم يكن يشعر بالمرارة.

بروني: ربما يمكننا أن نأخذ سؤالاً أخيرًا من خورخي بارسيا أنتيلو من الإذاعة الوطنية الإسبانية

[السؤال السادس]

خورخي بارسيا أنتيلو (RNE)

صباح الخير يا صاحب القداسة. هذا هو السؤال الأول لكم. نحن الآن نعود من بلدين ضحيتين لما سمّيتموه "عولمة اللامبالاة". أنتم تقولون هذا منذ بداية حبريتكم وكذلك منذ زيارتكم إلى لامبيدوزا. بمعنى ما، لقد اكتملت الدائرة هذا الأسبوع. هل ما زلتم تفكرون في توسيع قطر هذه الدائرة، والذهاب إلى مكان آخر، وزيارة البلدان المنسية الأخرى؟ ما الأماكن التي تفكرون في الذهاب إليها؟ وبعد هذه الرحلة التي كانت طويلة ومتطلِّبة كيف تشعرون هل لا يزال لديكم القوّة؟ هل لديكم الصحة الضروريّة للذهاب إلى كل هذه الأماكن؟

(ويسأل باللغة الإنكليزية المنسّق ورئيس الأساقفة إذا كانا سينضمان إلى البابا في رحلة أخرى مثل هذه).

البابا فرنسيس: يعتمد ذلك على قائمة الطعام! (يضحكون). أقول، عولمة اللامبالاة، ومن ثمَّ كان هناك شيء ما في صميم سؤالك ... نعم، حقًا، هناك عولمة اللامبالاة في كل مكان، سواء داخل البلد، ربما ... أشخاص كثيرون قد نسوا كيف ينظرون إلى مواطنيهم ويضعونهم على الهامش لكي لا يفكروا في الأمر. يكفي أن نفكّر أن أعظم الثروات في العالم هي في أيدي الأقليّة. وهؤلاء الأشخاص لا ينظرون إلى البؤس، وقلوبهم لا تنفتح على المساعدة. أما بالنسبة للزيارات. أعتقد أنه سيكون هناك زيارة إلى الهند العام المقبل، على ما أعتقد ... وفي ٢٣ من أيلول سبتمبر سأذهب إلى مرسيليا وهناك احتمال أن أسافر من مرسيليا إلى منغوليا، لكن هذا الأمر ليس مؤكَّدًا بعد، إنه ممكن. من ثم حدث آخر هذا العام، لا أتذكر ... [كلمات بالإسبانية] لشبونة، العام المقبل. لكن المعيار: أنني قد اخترت زيارة أصغر دول أوروبا. ستقول لي: "لكنكم ذهبتم إلى فرنسا"، لا، لقد ذهبت إلى ستراسبورغ، وسأذهب إلى مرسيليا وليس إلى فرنسا. الأصغر، للتعرُّف قليلاً على أوروبا الخفية، أوروبا التي لديها الكثير من الثقافة والتي لا يعرفها الجميع لكي يرافقوا البلدان، على سبيل المثال ألبانيا، التي كانت الدولة الأولى التي عانت من أقسى الديكتاتوريات في التاريخ. هذه هي نوعًا ما خياراتي: أحاول ألا أقع في عولمة اللامبالاة. [يسألونه عن صحته] أنت تعلم أن العُشبة السيئة لا تموت أبدًا! صحتي ليست كما في بداية الحبريّة، حقًا، هذه الركبة تزعجني، لكنها تسير قدمًا ببطء، سنرى بعدها ماذا سيحدث. شكرًا.

[يسأل بروني الاثنين الآخرين عما يجيبان على الجزء الثاني من السؤال، إذا كانا سينضمان إلى البابا في المستقبل ...]

ويلبي: بالتأكيد هذه هي أفضل شركة طيران سافرت معها على الإطلاق! لنضح المزح جانبًا، نعم: إذا كان لدى الأب الأقدس انطباعًا بأنني قد أضفت قيمة، أو أن رئيس الأساقفة (في كانتربري) يمكنه أن يضيف قيمة في المستقبل، فسيكون ذلك امتيازًا عظيمًا على الدوام. يعتمد ذلك على الوجهة وما إذا كان بإمكاننا أن نكون عائقًا أو مساعدة.

غرينشيلدز: بالتأكيد إنه أمر نتوق إليه ويسعدنا أن نقوم به مرّة أخرى. لكنَّ القيد الوحيد هو أن ولايتي ستنتهي في ٢٠ أيار مايو وستكون المنسِّقة التالية [للجمعية العامة] لكنيسة اسكتلندا امرأة، وهي امرأة قديرة، وأنا متأكد من أنها ستكون سعيدة بفعل الشيء نفسه.

06 فبراير 2023, 12:12