بحث

انطلاق أعمال الدورة الـ٧٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة. مقابلة مع جويا دي كريستوفارو انطلاق أعمال الدورة الـ٧٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة. مقابلة مع جويا دي كريستوفارو 

انطلاق أعمال الدورة الـ٧٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة. مقابلة مع جويا دي كريستوفارو

تستضيف نيويورك منتدى حول أفريقيا وقمة مخصصة للتعليم: حدثان يطلقان أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. قادة العالم كله يلتقون في نيويورك بهدف الحوار، مع أن حضور بعض الزعماء أرجأ بسبب مراسم تشييع الملكة إليزابيت الثانية.

للمرة الأولى منذ بداية جائحة كوفيد ١٩ تُعقد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حضورياً، لا بطريقة افتراضية كما حصل خلال السنتين الماضيتين، وأوضح المنظمون أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي وحده يمكن أن يُخاطب المؤتمرين من خلال رسالة فيديو مسجلة، بعد أن وافقت الأمم المتحدة على مشاركته في الأعمال عن بُعد، بيد أن بعض المصادر لم تستبعد إمكانية حضوره إلى نيويورك.

مما لا شك فيه أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستشكل محور أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيكون الملف الأوكراني موضع نقاش العديد من اللقاءات والجلسات التي ستُعقد على هامش الأعمال، بما في ذلك اللقاءاتُ الثنائية واجتماع مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، المرتقب يوم الخميس المقبل. واعتبر في هذا السياق الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريش أن فرص تحقيق السلام في أوكرانيا ليست "ضئيلة جداً"، كما يزعم كثيرون، مع العلم أن الأعمال ستشهد مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغاي لافروف ممثلا حكومة موسكو.

بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية ستُطرح على طاولة النقاش مواضيع آنية أخرى من بينها أزمة الطاقة، الأمن الغذائي، بالإضافة إلى مشكلة أسعار الغاز، فضلا عن الاتفاق النووي الإيراني، ومن المرتقب أن يلقي الرئيس الإيراني خطاباً أمام الجمعية العامة يوم غد الأربعاء. على صعيد التبدل المناخي أفادت مصادر مطلعة في القصر الزجاجي أن الأمين العام للأمم المتحدة ينوي ممارسة الضغوط على قادة الدول كي يبذلوا جهوداً أكبر لمواجهة هذا التحدي. ومن بين القادة المشاركين في القمة الرئيس البرازيلي بولسونارو، والفرنسي ماكرون، والتركي إردوغان والفنزويلي مادورو، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإيطالي دراغي ورئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، التي ستعقد لقاء ثنائياً مع الرئيس الأمريكي بايدن يوم غد الأربعاء، ولم يتمكن هذا الأخير من افتتاح أعمال الدورة السابعة والسبعين، كما جرت العادة، نظراً لتواجده في لندن حيث حضر مراسم تشييع الملكة البريطانية، وحلّ مكانه وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

خلال افتتاحه أعمال المنتدى المخصّص لأفريقيا أكد غيتيريش أن القارة السوداء يمكن أن تصبح رائدة في مجال الطاقات المتجددة، لأنها تتمتع بمصادر الطاقة الشمسية والهوائية والكهرمائية والجيو حرارية، مضيفا أن عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة يمكن أن تخلق ستة ملايين فرصة عمل في أفريقيا مع حلول العام ٢٠٥٠. وقال إن القارة تتمتع بقدرات هائلة على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها.

لمناسبة بداية أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع البروفيسورة جويا دي كريستوفارو رئيسة الجامعة الحرة لحقوق الإنسان LUNID التي حدثتنا عن القمة بشأن التعليم الملتئمة في نيويورك وقالت لقد آن الأوان لتسليط الضوء على التربية المستدامة، داعية إلى عدم الاكتفاء بالشعارات والخطابات المجردة، إذ لا بد من العمل على أرض الواقع من أجل معالجة المشاكل والتحديات الراهنة. ولفتت على سبيل المثال إلى ضرورة اتخاذ الخطوات الكفيلة بجعل التربية والتعليم أولوية خلال أوضاع الأزمات، والتي هي عديدة حول العالم. وشددت على أهمية النقاش، كما يحصل في القمة، بشأن الأزمة العالمية المتعلقة بالتعليم، والسعي إلى ضمان مستوى من التعليم الأساسي لا يرتكز فقط إلى المفاهيم المجردة. وأضافت أن الهدف الأول للتعليم ينبغي أن يتمثل في تنشئة مواطنين ومواطنات يكونون مؤهلين لمواجهة السياق التاريخي الصعب الذي نعيشه اليوم.

لم تخلُ كلمة البروفيسورة الإيطالية من الحديث عن الرقمنة وقالت إن التطور التكنولوجي ينبغي ألا يقتصر على التعليم عن بُعد، بل لا بد أن يساهم في تنشئة الشبان، وفي إفساح المجال أمام الطلاب والمعلمين والعائلات للحصول على المحتويات التربوية الرقمية العالية الجودة، من خلال منصات وطنية للتعليم، مجانية ومتاحة للجميع. هذا ثم شددت البروفيسورة دي كريستوفارو على أهمية أن توضع خارطة طريق لعالم المدرسة تساهم في صون حقوق الإنسان وفي نشر قيم التعاطف والتضامن والخير العام، وتربي على السلام.

في ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تطرقت رئيسة الجامعة الحرة لحقوق الإنسان LUNID إلى موضوع التربية الإيكولوجية ودعت إلى إعداد كل تلميذ وطالب لمواجهة التحديات المرتبطة بظاهرة التبدل المناخي، كما حثّت الجهات المعنية على جعل المدارس بيئات أكثر إيكولوجية، وإدخال مادة التربية على المناخ ضمن المناهج المدرسية، وتنشئة معلمين في مجال التربية البيئية، وتقديم فرص التعلّم للبالغين الراغبين في التعمق بهذا الموضوع.

20 سبتمبر 2022, 10:44