بحث

اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. نداءات البابا التي تحذّر من المخاطر المحدقة بحياة الأشخاص وبكوكب الأرض اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. نداءات البابا التي تحذّر من المخاطر المحدقة بحياة الأشخاص وبكوكب الأرض  

اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. نداءات البابا التي تحذّر من المخاطر المحدقة بحياة الأشخاص وبكوكب الأرض

يصادف هذا الاثنين اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول ديسمبر من العام ٢٠١٣. عديدة هي النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس على مر السنوات الماضية مطالباً بوضع حد لسباق التسلح النووي، وقد وصف استخدام هذا النوع من السلاح وحيازته بالتصرف اللاأخلاقي. ومما لا شك فيه أن نداءات البابا تكتسب أهمية أكبر خصوصا إزاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

لا يسعنا أن نضيع الوقت، ثمة حاجة ملحة اليوم إلى حل بديل للردع النووي وهذا الأمر يتطلب تدخلاً فورياً من قبل الجماعة الدولية، من طرف الدول والأشخاص ذوي الإرادة الصالحة على حد سواء. ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا عادت مسألة استخدام السلاح النووي إلى الواجهة، وباتت تلعب اليوم دوراً رئيساً على الساحة الجيوسياسية العالمية. إن الدرب التي يمكن أن تُسلك قد تقود البشرية برمتها إلى الدمار الذاتي. وفي هذا السياق يندرج اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، الذي هو حدث دولي يُحتفل به كل عام في السادس والعشرين من أيلول سبتمبر.

في العام ٢٠٢٢ باتت مسألة إزالة الأسلحة النووية ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضىى. منذ يومين صادف مرور سبعة أشهر على اندلاع الحرب في أوكرانيا. وبات يسيطر هاجس استخدام السلاح النووي، الذي يهدد بالقضاء على الجنس البشري، في حال وقوع حرب ذرية شاملة. وهذا ما حذّر منه البابا فرنسيس مخاطباً المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامة في السادس عشر من آذار مارس، إزاء التهديد باللجوء إلى السلاح النووي، بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.

بعد ثلاثة أشهر، وبالتحديد في الحادي والعشرين من حزيران يونيو ٢٠٢٢، أطلق البابا مجدداً هذا النداء في رسالة بعث بها إلى السفير ألكسندر كمنت، رئيس الاجتماع الأول للبلدان الأعضاء في معاهدة منع الانتشار النووي، الذي التأم في فينا. طالب فرنسيس في تلك المناسبة بإسكات جميع الأسلحة وإزالة الأسباب الكامنة وراء الصراعات المسلحة من خلال اللجوء المثابر إلى التفاوض. وأكد البابا أن من يخوضون الحروب ينسون البشرية، لافتا إلى أن السلام، ولكي يكون فعلاً عادلا ودائما، لا بد أن يكون سلاماً كونيا. وأضاف أنه لا يمكن أن نعتبر أن أمن وسلام البعض قد يكون منفصلا عن أمن وسلام الآخرين. وقال إن السعي إلى ضمان الاستقرار من خلال شعور مزيف بالأمن وعن طريق توازن الرعب، تحركه ذهنية الخوف والريبة، يؤدي في نهاية المطاف إلى تسميم العلاقات بين الشعوب ويعيق كل شكل من أشكال الحوار الواقعي.

ويتذكّر كثيرون أن البابا تحدث في أكثر من مناسبة عن الحرب الثالثة المجزّأة التي نعيشها اليوم، مع ما يترتب عليها من مخاطر على حياة الأشخاص وكوكب الأرض. وذكّر فرنسيس بأن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني شكر الله لأنه – بشفاعة العذراء مريم – حمى العالم من الحرب الذرية. واعتبر البابا برغوليو أنه يتعين علينا أن نتابع الصلاة على هذه النية لأن هذا الخطر ما يزال قائماً اليوم. وشدد أيضا على ضرورة أن توجَّه الانجازات العلمية في قرننا هذا من قبل متطلبات الأخوّة والعدالة والسلام، وأن تساهم في إيجاد حلول للتحديات الكبيرة التي تواجهها البشرية والبيئة.

26 سبتمبر 2022, 12:01