بحث

الأب ماتيا فيراري يتعاون مع منظمة غير حكومية تنقذ المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط الأب ماتيا فيراري يتعاون مع منظمة غير حكومية تنقذ المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط 

الأب ماتيا فيراري يتعاون مع منظمة غير حكومية تنقذ المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط

الأب ماتّيا فيراري يمارس خدمته كمرشد للمنظمة الإيطالية غير الحكومية Mediterranea Saving Humans المعنية بإنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، ويدعو إلى إماطة اللثام عن طريقة عمل خفر السواحل في ليبيا، ضاما صوته إلى صوت رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي الذي طالب بالتعرف على المتاجرين بالبشر وملاحقتهم قضائيا.

الأب فيراري تلقى تهديدات بالقتل بسبب النشاط الذي يقوم به، وذلك من قبل عصابات ليبية متصلة على ما يبدو بأجهزة الاستخبارات في بلدان عدة. وقد قررت النيابة العامة في مودينا إقفال الملف بحجة أن التزام الكاهن الإيطالي من على مواقع التواصل الاجتماعي يثير ردود فعل من هذا النوع. وقد شاء الكاردينال زوبي أن يعبر عن تضامنه مع الأب فيراري مشيرا إلى أنه يعرف هذا الأخير، وهو شخص طالما كان متنبهاً لقضايا المهاجرين الذين يموتون غرقا في البحر، ومن يُعاملون معاملة غير إنسانية في مراكز التوقيف في ليبيا والتي شبهها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة بمخيمات الاعتقال والعنف.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب فيراري أكد خلالها هذا الأخير أنه لا يأسف على ما حصل معه بل على معاناة الكثير من المهاجرين الهاربين من ليبيا. وقال إن التهديدات التي تلقاها جاءت نتيجة وقوفه إلى جانب هؤلاء الأشخاص، معتبرا أن المافيا الليبية تسعى إلى تصفية شخصيات مثله كي يُترك المهاجرون بدون مساعدة. وشدد على ضرورة أن تقوم السلطات المعنية بالتحريات اللازمة وإلا لن تظهر الحقيقة ولن تُطبق العدالة، لأن الحقيقة والعدالة شرطان أساسيان كي ينعم البحر المتوسط بالأخوة والسلام.

بعدها لفت الكاهن الإيطالي إلى أن العديد من الأشخاص يموتون غرقاً في البحر كل أسبوع، في وقت يُقال فيه إن المتوسط هو بحر السلام، لكن في الواقع يتم طرد المهاجرين، وتُسجل أحداث غرق للزوارق، وهذا ما يعني غياب الأخوّة. وأضاف أنه في كل يوم يقع المهاجرون في قبضة رجال خفر السواحل الليبيين، المتواطئين مع المافيات الليبية الممولة من إيطاليا وأوروبا، ويُنقلون إلى مخيمات الاعتقال. وشدد على أن ما يحصل هو قمةُ انعدام الإنسانية، إذ إن الأشخاص الباحثين عن المساعدة والهاربين من جنوب العالم، يقعون في فخ المافيات ويُرسلون إلى مخيمات تحدث فيها انتهاكات وأعمال عنف لا يمكن وصفها.

هذا ثم أكد الأب فيراري أن المنظمة التي يتعاون معها، شأن العديد من المنظمات الأخرى العاملة في البحر، عازمة على مواصلة نشاطها، لافتا إلى ضرورة العمل على إعادة نسج علاقات الأخوة مع القريب. وقال إن المجتمع المدني الناشط في هذا المجال يسبب مضايقة كبيرة لعصابات المافيا الليبية التي تستفيد من عمليات الطرد، وتريد بالتالي القضاء على المنظمات غير الحكومية التي تُنقذ المهاجرين من الغرق. واعتبر أن من يُلحق الضرر بسمعة هذه المنظمات يؤدي خدمة كبيرة للمافيات الليبية، وذكّر بعدم وجود أي تحقيق يُثبت تواطؤاً بين تلك المافيات والمنظمات غير الحكومية.

في الختام ذكّر الأب فيراري بأنه توجد في إيطاليا جماعات قدمت الضيافة للمهاجرين، معتبرا أن هذا هو التحدي الكبير الذي ينبغي أن نواجهه اليوم من أجل خير الآخرين وخيرنا نحن أيضا.

17 ديسمبر 2022, 16:55