جوفانيولي: البابا يدعو إلى مبادرة سلام عالمية تجاوباً مع أزمة النظام الدولي

يتحدث الأستاذ الجامعي الإيطالي عن أزمة يشهدها النظام الدولي اليوم، مشيرا إلى أن الصراعات المختلفة الدائرة حول العالم مترابطة مع بعضها البعض ومن هذا المنطلق لا بد من مبادرة عالمية للسلام تتماشى مع الرسالة العامة الشهيرة للبابا الراحل يوحنا الثالث والعشرين "السلام في الأرض". ويضيف جوفانيولي أنه استشف من خطاب البابا قلقاً حيال الأزمة التي يمر بها النظام العالمي، لافتا إلى أنها أزمة المنظمات الدولية، شأن الأمم المتحدة، المدعوة إلى ترؤس هذا النظام وضمان السلام. واعتبر أن هذه الأزمة تنعكس من خلال الصراعات المنتشرة حول العالم.

في سياق حديثه عن الرسالة العامة "السلام في الأرض" والتي تصادف هذا العام الذكرى السنوية الستون لصدورها، قال الأستاذ الجامعي إن الوثيقة جاءت رداً على أزمة خطيرة جداً، لأن البابا يوحنا الثالث والعشرين كتبها في أعقاب أزمة الصواريخ في كوبا حيث كان العالم يحبس أنفاسه إزاء شبح نشوب حرب عالمية ثالثة. وهذا لم يحصل، لحسن الحظ، أيضا بفضل تدخل البابا رونكالي. ولفت جوفانيولي إلى أن الرسالة نظرت إلى السلام من وجهة نظر كونية، ولهذا السبب شكلت مصدر إلهام لخطاب البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي يوم الاثنين الماضي.

بعدها ذكّر أستاذ التاريخ المعاصر بأن الحبر الأعظم تطرق أيضا إلى المخاطر التي تترتب على الأسلحة النووية، وقال إن الموضوع عاد إلى الواجهة اليوم خصوصا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. ويتم الحديث عن أسلحة نووية تكتيكية محدودة، لاسيما وأن روسيا تواجه صعوبة على ما يبدو في حربها ضد أوكرانيا. ورأى أن مجرد الحديث عن إمكانية استخدام هذا النوع من السلاح هو اليوم أمر يبعث على القلق الكبير. ولهذا السبب يؤكد البابا أن مجرد حيازة هذا النوع من الأسلحة هو مسألة غير أخلاقية. وهو موضوع سبق أن تطرق إليها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

هذا ثم أشار جوفانيولي إلى أن الحبر الأعظم شدد في خطابه أيضا على ضرورة الدفاع عن حقوق المرأة، وتناول هذا الموضوع ثلاث أو أربع مرات في خطابه، لافتا أيضا إلى الأوضاع الراهنة في إيران، وربط بين أزمة الديمقراطية ومشكلة عدم احترام حقوق النساء.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد الأستاذ الجامعي الإيطالي أن البابا فرنسيس حذّر من منطق القوة والتسلط، هذا المنطق الذي يُفرض غالباً على البلدان الأشد فقرا، من خلال تأثير المصالح الاقتصادية على الدول العاجزة عن مقاومتها. ولفت إلى أن برغوليو تعامل مع هذه المشاكل قبل أن يُنتخب حبراً أعظم، إذ رأى أنه من السهل جداً أن يفرض هذا المنطق نفسه على هشاشة الشعوب التي لا تملك الموارد الاقتصادية والسياسية كي تدافع عن استقلاليتها وثقافتها وهويتها، وهو يرى في ذلك ضرباً من الاستعمار.