البطريرك بيتسابالا يقول إن الكنيسة مدعوة للإصغاء إلى الفقراء والمهاجرين
قال غبطته في العظة إن الهجرة باتت اليوم ظاهرة عالمية، وهي متواجدة في كل أصقاع الأرض، وهي بالتالي تتطلب تجاوباً دولياً، وهي مسألة لا تستطيع الجماعة الدولية أن تغض الطرف عنها. وأكد بيتسابالا أن بناء الجدران ليس الحل لأن الجدران والحواجز تمثل الخوف، وتقضي على الوعود المستقبلية، وتسلط الضوء على قصر النظر. وتوقف بعدها عند أوضاع عائلات الأرض المقدسة التي أُرغمت على النزوح بسبب الصراع المسلح ونتائجه، وذلك بحثاً عن مستقبل أفضل لأبنائها. هذا ثم توقف غبطته عند إنجيل الأحد الذي يتحدث عن الغني ولعازر، ولفت إلى أن للفقير اسماً، بيد أن الغني لا اسم له في الرواية. وأضاف أن الاسم يعطي الإنسان هوية وسيرة ووجهاً، وعائلة ويجعل منه فرداً من جماعة. وشدد بيتسابالا في هذا السياق على ضرورة أن ينظر الإنسان إلى الآخرين بواسطة أعين القلب، هذا القلب الذي ينبغي أن يكون منفتحاً على الأشخاص. لكنه أشار إلى أن هذا الأمر لا يحصل غالباً وللأسف، إذ لا نتنبه في غالب الأحيان للأشخاص المقيمين من حولنا. وهذا ما نراه في كل أنحاء العالم، حيث يتواجد ملايين الرجال والنساء والأطفال الذين أجبروا على ترك بيوتهم وعائلاتهم وبلدانهم بحثاً عن فرص أفضل، أو لمساعدة أفراد من عائلاتهم لم يتمكنوا من الهجرة. تابع غبطته العظة لافتا إلى أن الحديث عن الهجرة ليس مسألة سهلة، لاسيما في الأرض المقدسة، حيث يعيش آلاف الأشخاص ويحتاجون لأن ننظر إليهم. وتوقف عند الجراح التي تترك أثراً عميقاً في النفوس، ومن بينها عمليات الطرد التي يتعرض لها أطفال وشبان يُجبرون على ترك المكان الذي وُلدوا وترعرعوا فيه لينتقلوا إلى العيش في مكان آخر يجهلونه. وقال إن هناك أشخاصاً لا يتمتعون بأي ضمانات قانونية، ويواجهون خطر أن يُطردوا في أي وقت، وهم يفتقرون إلى الوسائل التي تمكّنهم من البقاء على قيد الحياة. وغالباً ما يجدون أنفسهم مرغمين على العيش بفضل الفتات المتساقط من على الموائد، تماماً على غرار لغازر الفقير في الإنجيل. لم تخل عظة بطريرك القدس للاتين، لمناسبة يوم المهاجر ٢٠٢٥، من الحديث عن الأشخاص الذين يمارسون عملاً مذلاً، لاسيما العديد من الأطفال الذين حرمتهم ظروف الحياة من العيش كغيرهم من الصغار، وبينهم من يُجبرون على الهجرة إلى بلد آخر، يلقون فيه مواقف عدائية. وقال إنه يفكر بنوع خاص بالأطفال الذين يعانون في الأرض المقدسة منذ سنتين بسبب الحرب الدائرة، وبينهم من قُتلوا، لافتا إلى من قضوا في هجمات السابع من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣، وفي شمال إسرائيل، خلال الأشهر الماضية، نتيجة الصواريخ التي أطلقت من لبنان، ومن ذهبوا ضحية القصف الإيراني الأخير على تل أبيب. وأضاف أن هؤلاء هم أشخاص مجهولون، يشكلون جزءا من الحياة في الأرض المقدسة، وقد ساهموا في النمو الاجتماعي والاقتصادي، وقد عانوا من آفة العنف وصولا إلى الموت. بعدها توقف البطريرك بيتسابالا عند الدور الواجب أن تلعبه الكنيسة في هذا السياق لافتا إلى أنها مدعوة للإصغاء إلى هؤلاء الأشخاص المتألمين والمهمشين، كما لا بد أن تجعل منهم أشخاصا معروفين، لأن رسالتها تكمن في إعادة الكرامة إليهم، وإلى تسليط الضوء على رجال ونساء وأطفال يفضل معظم الناس ألا يروهم، وألا يلتقوا بهم، ومع ذلك إنهم موجودون، وهم ينتظرون ردنا ومساعدتنا. وذكّر غبطته بأن الرب نفسه، ومن خلال أعضاء الكنيسة يقرع الباب، ويوجه أنظاره نحونا جميعاً، ويحاكي ضمائرنا. ونحن لا نستطيع أن نتجاهل هذا الأمر. ولا نستطيع أن نلزم الصمت. في ختام عظته أثناء القداس الإلهي لمناسبة يوم المهاجر ٢٠٢٥، شاء بطريرك القدس للاتين أن يوجه كلمة شكر إلى جميع المواطنين الإسرائيليين الساعين إلى التخفيف من معاناة الكثير من الأشخاص المهاجرين، لاسيما الفقراء منهم الذين يعيشون على هامش المجتمع، على غرار الفقير لعازر في الإنجيل. وقال غبطته إنه ممتن للجهود الهادفة إلى ضمان احترام الحقوق الإنسانية لهؤلاء الأشخاص، كما شكر أيضا كل من يوفرون لهم الضيافة وفرص العمل في إسرائيل ويعاملونهم بكرامة. |