على صفحات مجلة "ساحة القديس بطرس" البابا يجيب على تساؤلات لشابة حول المستقبل
المخاوف حول المستقبل في زمن يطبعه قلق وضياع كبيران بسبب مشاهد الحرب والدمار والموت، وخاصة موت الأبرياء. كان هذا محور سؤال لشابة إيطالية تَدرس الطب في مدينة روما طرحته عبر صفحات عدد شهر أيلول سبتمبر من مجلة "ساحة القديس بطرس" أوضحت فيه أنها تريد أن تصبح طبيبة لمساعدة الأشخاص على الشفاء من أمراضهم، ولكنها وأمام ما يبدو من استحالة العيش في سلام تتساءل حول المستقبل الذي ينتظر شباب اليوم، إن كان يمْكنهم الرجاء في عالم أفضل، وما يمكنهم أن يفعلوا كي يحدث هذا. ومن خلال المجلة التي يديرها الأب إنسو فورتوناتو والصدارة عن البازيليك الفاتيكانية أجاب قداسة البابا لاوُن الرابع عشر على هذا السؤال معربا في البداية عن رجائه القلبي للشابة، واسمها فيرونيكا، أن تحقق حلمها. وتابع قداسته أن المهنة التي اختارتها، أي الطب، هي من بين أنبل المهن خاصةً حين تعاش كخدمة لمن هم أكثر ضعفا مع الانتباه إلى مَن لا تتوفر لديه موارد مالية أو يعيش في أوضاع صعبة. وتحدث الأب الأقدس عن أسئلة الشابة باعتبارها أسئلة تهم الكثير من أترابها، وأضاف أننا نعيش بالفعل أوقاتا صعبة حيث تبدو الغلبة للشر وتسفر الحروب عن أعداد أكبر دائما من الضحايا. إلا أن هذا كله يجب ألا يجعلنا نفقد الرجاء في عالم أفضل، واصل البابا لاوُن الرابع عشر وذكَّر بأنه قد استعار من قبل كلمات القديس أغسطينوس حين قال إننا إن عشنا بشكل جيد فستكون الأزمنة جيدة، فنحن الأزمنة. وتابع الأب الأقدس أنه من الضروري كي يحدث هذا أن نضع ثقتنا في الرب يسوع، فهو الذي يحرك في قلبك، قال البابا للشابة فيرونيكا، الرغبة في أن تجعلي من حياتك شيئا كبيرا، وهو مَن سيهبك القوة لتحسين ذاتك والمجتمع المحيط بكِ حتى تكون الأزمنة التي نعيشها جيدة بالفعل.
هذا وذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر في إجابته بالدعوة التي كان قد وجهها خلال الاحتفال بيوبيل الشباب في تور فيرغاتا حين حث الشباب على إنماء صداقتهم مع يسوع. كما وسأل قداسته الشابة أن تطلعه على سير دراستها وعلى مسيرتها الداخلية، ثم منحها بركته.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن عدد شهر أيلول سبتمبر من مجلة "ساحة القديس بطرس" قد خُصص لنداء البابا لاوُن الرابع عشر من أجل إنهاء النزاع في الأرض المقدسة. ويتوقف العدد عند ضرورة العمل من أجل مستقبل سلام كما ويُعرِّف بنشاط البابوات من أجل وقف إطلاق النار في نزاعات كثيرة في التاريخ المعاصر منذ الحرب العالمية الأولى.
