المشاركين في مؤتمر بعنوان "التصوف: الظواهر الصوفية والقداسة" المشاركين في مؤتمر بعنوان "التصوف: الظواهر الصوفية والقداسة"  (@Vatican Media)

البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر بعنوان "التصوف: الظواهر الصوفية

استقبل البابا لاون الرابع عشر هذا الخميس المشاركين في مؤتمر نظمته، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين في الجامعة الأوربانية الحبرية حول موضوع "التصوف: الظواهر الصوفية والقداسة".

وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها لافتا إلى أن اللقاء يهدف إلى النظر في العلاقة بين الظواهر الصوفية وقداسة الحياة، وقال إن هذا هو البعد الأجمل لخبرة الإيمان، مشيرا إلى أن المؤتمرين يساهمون في تسليط الضوء على بعض النواحي التي تتطلب تمييزا. بعدها أكد البابا أن الكنيسة تقر منذ قرور أنه في صلب الحياة الصوفية يوجد إدراك بشأن الاتحاد الحميم مع محبة الله. وحدث النعمة هذا يتجلى من خلال الثمار التي يمنحها، تماما كالشجرة الطيبة التي تعطي ثمارا طيبة، كما يقول الرب.

من هذا المنطلق شدد لاون الرابع عشر على أن الصوفية هي خبرة تتخطى المعرفة العقلانية البحتة، وذلك ليس بفضل الشخص الذي يعيشها، لكونها هبة روحية، تتجلى بطرق وظواهر مختلفة، يمكن تشكل علامات بيد أن الهدف الحقيقي كان ويبقى دائما الشركة مع الله.

وفي سياق حديثه عن الظواهر الخارقة العادة التي يمكن أن تميّز الخبرات الصوفية، لفت الحبر الأعظم إلى أنها ليست شرطاً أساسياً للتعرف على قداسة مؤمن ما. لكن في حال وُجدت إنها تساهم في ترسيخ فضائل المؤمن، لا كامتياز فردي، لأنها ينبغي أن تساهم في بناء الكنيسة التي هي جسد المسيح السري. وما يهم فعلا هو أن يُنظر إلى حياة المرشحين للقداسة انطلاقاً من تماشيها مع مشيئة الله، التي تتجلى من خلال الكتاب المقدس والتقليد الرسولي الحي. لذا، تابع البابا يقول، من الأهمية بمكان أن يكون هناك توازن خلال النظر في دعاوى التقديس كي لا تقتصر وحسب على الظواهر الخارقة العادة.

بعدها ذكّر لاون الرابع عشر ضيوفه بأن تعليم الكنيسة واللاهوت قدما لنا المعايير المطلوبة من أجل التعرف على الظواهر الروحية الأصيلة، التي تحدث في أجواء من الصلاة ومن البحث الصادق عن الله. لذا لا بد أن تُقيّم هذه الظواهر بحذر من خلال تمييز متواضع ويتلاءم مع تعاليم الكنيسة.

وتوقف البابا عند حياة القديسة تيريزا الأفيلية التي تحدثت عن ضرورة العيش بحسب إرادة الله، وأكدت أن الهدف لا يتمثل في العذوبة الداخلية والانخطاف والرؤى وروح النبوءة. وثمة أيضا الخبرة التي عاشها القديس يوحنا الصليب الذي كان يعتبر أن ممارسة الفضائل هي برعم الاستسلام لله، لكي تصبح مشيئته ومشيئتنا شيئاً واحدا.

ولم تخل كلمة البابا لاون من الحديث عن أهمية الإصغاء إلى شهرة القداسة خلال النظر في سيرة حياة مؤمن ما، مع الأخذ في عين الاعتبار الفضائل التي ميزته كتعبير عن الشركة الكنسية وعن الاتحاد الحميم مع الله. وأضاف أنه من خلال قيامهم بهذه الخدمة لا بد أن يشعر العاملون في مجال دعاوى القديسين بضرورة الاقتداء بمثل هؤلاء الأشخاص، وتنمية الدعوة التي تجمعنا كلنا كأشخاص معمدين، وأعضاء حية في جسم شعب الله. في ختام كلمته شجع الحبر الأعظم المشاركين في المؤتمر على متابعة السير إلى الأمام بثقة وحكمة، ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.

13 نوفمبر 2025, 14:20