البابا يدعو المؤمنين ليكونوا بُناة أخوّة إزاء مآسي الحروب والظلم
في ختام الذبيحة الإلهية التي ترأسها بمناسبة عيد جميع القديسين وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ألقى البابا لاوُن الرابع عشر كلمة قال فيها أرغب في أن أحييكم جميعًا أنتم الذين شاركتم في هذا الاحتفال المهيب، ولاسيما الكرادلة، والأساقفة والسلطات الموقرة. يسعدني أن أستقبل الوفد الرسمي لكنيسة إنجلترا، يرافقه صاحب السيادة ستيفن كوتريل، رئيس أساقفة يورك. فبعد اللقاء التاريخي للصلاة مع صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث، الذي أُقيم قبل بضعة أيام في كابلة السيكستينا، يعبّر حضوركم اليوم عن الفرح المشترك بإعلان القديس جون هنري نيومان ملفانًا للكنيسة. ليرافق هو من السماء مسيرة المسيحيين نحو الوحدة الكاملة.
تابع الأب الأقدس يقول أودّ أن تمتدَّ تحيتي أيضًا إلى جميع الحجاج الحاضرين، ولاسيما إلى الشباب الذين أحيوا "سباق القديسين"، الذي تنظّمه بعثات دون بوسكو والذي يجمع بين الرياضة والتضامن مع الأطفال الاشدَّ فقرًا. أيها الأخوات والإخوة، إن سرّ شركة القديسين، الذي نستنشقه اليوم "بملء رئتينا"، يذكّرنا بالمصير النهائي للبشرية: عيد عظيم نفرح فيه معاً بمحبة الله، الحاضر كلاً في الكُلَّ، ونعترف ونُعجب بجمال الوجوه المتنوّعة والمختلفة وإنما التي تشبه كلّها وجه المسيح. وفيما نتذوّق مسبقاً هذا الحقيقة المستقبلية، نشعر بتناقض أقوى وأكثر ألماً مع المآسي التي تعاني منها العائلة البشرية بسبب الظلم والحروب. ولهذا نشعر بواجب ملحّ أكثر لكي نكون بُناة أخوّة. لنسلّم صلاتنا والتزامنا لشفاعة العذراء مريم وجميع القديسين!