البابا: نحن كنيسة المسيح، جسده، وأعضاؤه المدعوون لكي ننشر في العالم إنجيله
تلا قداسة البابا لاون الرابع عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في عيد تدشين بازيليك القدّيس يوحنّا في اللاتران، نتأمل في سرّ الوحدة والشركة مع كنيسة روما، المدعوة لكي تكون الأم التي تعتني بحرص بإيمان ومسيرة المسيحيين المنتشرين في العالم.
تابع الأب الأقدس يقول إن كاتدرائية أبرشية روما ومقر خليفة بطرس، كما نعلم، ليست مجرد عمل ذي قيمة تاريخية وفنية ودينية استثنائية، بل تمثل أيضًا المركز المحرِّك للإيمان الذي أوكل إلى الرسل الذين حافظوا عليه ونقلوه على مر التاريخ. تتجلى عظمة هذا السرّ أيضًا في بهاء المبنى الفني، الذي يستضيف في صحنه الأوسط اثني عشر تمثالاً كبيرًا للرسل، أوائل أتباع المسيح وشهود الإنجيل.
أضاف الحبر الأعظم يقول هذا الأمر يعيدنا إلى نظرة روحية تساعدنا على تجاوز المظهر الخارجي، لكي نفهم في سرّ الكنيسة ما هو أكثر من مجرد مكان بسيط، أو فسحة مادية، أو بناء مصنوع من الحجارة؛ في الواقع، كما يذكرنا الإنجيل في حادثة تطهير يسوع لهيكل أورشليم، فإن مقدس الله الحقيقي هو المسيح المائت والقائم من الموت. إنه الوسيط الوحيد للخلاص، والفادي الوحيد، هو الذي إذ ربط نفسه ببشريّتنا وحوّلنا بمحبته، يمثل الباب الذي يُشرَّع لنا ويقودنا إلى الآب.
تابع الأب الأقدس يقول وإذ نتّحد به، فإننا أيضًا حجارة حية لهذا البناء الروحي. نحن كنيسة المسيح، جسده، وأعضاؤه المدعوون لكي ننشر في العالم إنجيله، انجيل الرحمة والتعزية والسلام، من خلال تلك العبادة الروحية التي يجب أن تتألق أولاً وبشكل خاص في شهادة حياتنا.
أيها الإخوة والأخوات، في هذه النظرة الروحية علينا أن ندرب قلوبنا. ففي كثير من الأحيان، تعيقنا نقاط ضعف وأخطاء المسيحيين، بالإضافة إلى العديد من الأفكار المسبقة والتحيزات الشائعة، عن فهم غنى سرّ الكنيسة؛ فقداستها، في الواقع، لا تكمن في استحقاقاتنا، بل في "عطية الرب، التي لا تُسحب أبدًا"، والتي لا تزال تختار كوعاء لحضوره، بمحبة متناقضة، "حتى الأيدي البشرية القذرة".
وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنسر إذًا في فرح كوننا الشعب المقدس الذي اختاره الله، ولندعو مريم، أم الكنيسة، لكي تساعدنا على قبول المسيح وترافقنا بشفاعتها.