البابا لاوُن الرابع عشر يغلدر لبنان مختتما زيارته الرسولية ٢ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٥ البابا لاوُن الرابع عشر يغلدر لبنان مختتما زيارته الرسولية ٢ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٥  (@Vatican Media)

البابا في ختام زيارته الرسولية إلى لبنان: ليكن السلام طريقا لا هدفا فقط

غادر قداسة البابا لاوُن الرابع عشر قبل الثانية ظهرا بتوقيت لبنان، الواحدة بتوقيت روما، لبنان مختتما هكذا زيارته الرسولية الأولى التي بدأت في ٢٧ تشرين الثاني نوفمبر في تركيا ثم انتقل منها قداسته إلى بلد الأرز.

خلال مراسم توديع قداسته في مطار بيروت في ختام زيارته الرسولية إلى لبنان، وعقب كلمة من الرئيس اللبناني جوزيف عون، وجه البابا لاوُن الرابع عشر بعد ظهر اليوم الثلاثاء كلمة إلى مودعيه وفي طليعتهم إلى جانب رئيس الجمهورية رئيسا مجلسَي النواب والوزراء أشار في بدايتها إلى أن المغادرة غالبا ما تكون أصعب من الوصول. وتابع أننا قد أمضينا معا هذا الوقت في لبنان بروح اللقاء المعدية، وأضاف أنه قد رأى هنا كيف يستمتع الأشخاص بالكون معا بدلا من الانعزال. وقال البابا إنه وبينما كان مجيئه إلى هذا البلد يعني الدخول برقة إلى ثقافتكم فإن الرحيل يعني حملكم في قلبي، وأكد بالتالي أننا لا نودع أحدنا الآخر بل نسير إلى الأمام معا بعد أن التقينا. وأعرب قداسته عن الرجاء في إشراك الشرق الأوسط بكامله في روح الأخوّة والالتزام من أجل السلام ما يشمل أيضا مَن يعتبرون أنفسهم اليوم أعداءً.

هذا وأراد قداسة البابا توجيه الشكر إلى مودعيه على الأيام التي أمضاها معهم كما وأعرب عن سعادته لتمكنه من تحقيق أمنية سلفه البابا فرنسيس الذي كان سيحب كثيرا أن يكون هنا، قال الأب الأقدس. وتابع أن البابا فرنسيس هو في الحقيقة معنا ويسير معنا وذلك مع شهود آخرين للإنجيل ينتظروننا في عناق الله الأبدي، ونحن ورثة ما آمنوا به، ورثة الإيمان والرجاء والمحبة التي ألهمتهم.

ومن بين ما سلط عليه البابا لاوُن الرابع عشر الضوء ما لمس من تعبُّد لدى اللبنانيين للطوباوية مريم العذراء التي يحبها المسيحيون والمسلمون أيضا. ثم ذكَّر قداسته بالصلاة أمام قبر القديس شربل وكيف لمس الجذور الروحية العميقة لهذا البلد. وأضاف قائلا للحضور إن تاريخكم مورد ثمين يمكنه دعمكم في المسيرة الصعبة نحو المستقبل. ثم تحدث الأب الأقدس عن تأثره العميق خلال زيارته القصيرة إلى مرفأ بيروت حيث دمر الإنفجار المنطقة إلى جانب فقدان كثيرين حياتهم. وقد صلى قداسته حسبما تابع من أجل جميع الضحايا وأضاف أنه يحمل معه الألم والعطش على الحقيقة والعدالة للعائلات الكثيرة وللبلد بكامله.

تحدث البابا لاوُن الرابع عشر بعد ذلك عن لقائه خلال هذه الأيام أشخاصا كثيرين ومصافحته أياد كثيرة متلقيا شعورا بالرجاء من هذه اللقاءات. وتابع قائلا أنتم أقوياء كما الأرز الذي يملأ جبالكم الجميلة، ومثمرون مثل أشجار الزيتون التي تنمو في السهول في الجنوب وبالقرب من البحر. وأراد قداسته هكذا توجيه تحية إلى كل المناطق اللبنانية التي لم يتمكن من زيارتها وأشار على سبيل المثال إلى طرابلس والبقاع، الشمال، والجنوب الذي يعيش حاليا حالة من النزاع وعدم اليقين. وتابع البابا أنه يعانق الجميع ويعرب عن رجائه في السلام كما ويوجه نداءً كي تتوقف الهجمات والأعمال العدائية. وشدد قداسته على ضرورة القناعة بأن النزاعات المسلحة لا تحمل منافع، فبينما الأسلحة هي قاتلة فإن التفاوض والوساطة والحوار هي بناءة. وأضاف: فلنختر جميعا السلام كطريق لا فقط كهدف.

وفي ختام كلمته خلال مراسم توديعه في نهاية زيارته الرسولية إلى لبنان أراد البابا لاوُن الرابع عشر التذكير بحديث البابا يوحنا بولس الثاني حين كان هنا عن أن لبنان هو أكثر من مجرد بلد، إنه رسالة. وتابع الأب الأقدس داعيا إلى تعلُّم العمل معا والرجاء معا ليصبح هذا حقيقة. ثم ختم البابا لاوُن الرابع عشر: فليبارك الله لبنان والشعب اللبناني ويبارككم جميعا، الشرق الأوسط والبشرية كلها. ثم أضاف بالعربية: شكرا، إلى اللقاء.    

02 ديسمبر 2025, 12:47