2025.11.21  Messa Parolin Ucraina

الكاردينال بارولين يعرب عن الألم أمام ما يحدث في أوكرانيا وعن الرجاء في فتح دروب حوار

حرمان الأشخاص من العيش بكرامة هو إهانة للإنسانية وإساءة لله، هذا ما أكد الكاردينال بييترو بارولين مترئسا الخميس قداسا إلهيا لتذكر ضحايا التجويع في أوكرانيا على يد النظام السوفييتي بين عامَي ١٩٣٢ و٣٣. وتحدث نيافته عقب القداس إلى الصحفيين حول خطة السلام في أوكرانيا التي يقترحها الرئيس الأمريكي.

ترأس الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بعد ظهر الخميس ٢٠ تشرين الثاني نوفمبر قداسا إلهيا في روما لتذكُّر ضحايا ما عُرف بالـ "هولودومور" أي التجويع الذي قام به النظام السوفييتي في أوكرانيا بين عامَي ١٩٣٢ و١٩٣٣. وفي عظته، وخلال تطرقه إلى الأوضاع الحالية في أوكرانيا حيث تتواصل الحرب، قال نيافته إنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لإجبار آلاف المدنيين على العيش في الظلام والبرد. وأكد التأثر الكبير أمام ما يرد من أنباء حول الهجمات التي تستهدف في أوكرانيا المنشآت الكهربائية والبنى التحتية المدنية، هجمات تجعل حياة الكثير من الأشخاص أكثر خطورة. وأراد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من جهة أخرى التشديد على أن أي فعل يَحرم السكان المدنيين من إمكانية العيش بكرامة هو إهانة للإنسانية وإساءة لله. وذكَّر الكاردينال في هذا السياق بكلمات قداسة البابا لاوُن الرابع عشر إلى الصحفيين الثلاثاء الماضي لدى مغادرته الإقامة البابوية في كاستيل غاندولفو عائدا إلى الفاتيكان حين أشار بألم إلى مواصلة موت أشخاص كثر في أوكرانيا كل يوم وشدد على ضرورة العمل بإصرار من أجل السلام بدءً من التوصل إلى وقف لإطلاق النار ليبدأ بعد ذلك الحوار.

وفي حديثه عن مأساة المجاعة التي أسفرت القرن الماضي عن موت ملايين من الأشخاص ما بين رجال ونساء وأطفال قال الكاردينال بارولين إن السبب لم يكن الطبيعة، بل الكراهية والظلم، اللامبالاة وسوء استخدام السلطة. وأضاف أننا في السنة اليوبيلية، ومع تذكُّر ضحايا الماضي، نريد تجديد الرجاء لمن يعانون اليوم، لشعب أصابته جروح تاريخية وحرب لا تزال دائرة. وأكد نيافته أننا مدعوون إلى المثابرة في الصلاة والشهادة لإيمان يقاوم ويرجو وينتظر بقوة الصمت خلاص الرب. وواصل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان موكلا إلى رحمة إله الحياة جميع ضحايا الجوع والكراهية والعنف، كما وأكد التضرع بوداعة وثقة كي يبزغ في أقرب وقت ممكن لأوكرانيا فجر سلام عادل ودائم.

وفي ختام القداس الإلهي وجه السفير الأوكراني لدى الكرسي الرسولي أندري يوراش الشكر إلى أمين السر ثم أشار إلى حضور أربعة فتية ما بين ١٤ و١٨ سنة كان قد تم منذ بداية الحرب نقلهم إلى روسيا ثم أعيدوا إلى عائلاتهم. عرَّف السفير أيضا بحضور ثلاث نساء وصفهن ببطلات المقاومة والكرامة حيث أظهرن قوة وعزما استثنائيَّين حسبما ذكر. وقد تم عقب القداس افتتاح معرض بعنوان "صلاة من أجل أوكرانيا" كما ونُظم حفل موسيقي.   

هذا وتجدر الإشارة إلى أن الكاردينال بارولين وفي ختام القداس الإلهي أمس الخميس قد أجاب على أسئلة للصحفيين حول خطة السلام المكونة من ٢٨ بندا التي يقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعرب أمين السر في إجابته عن الرجاء أن تُفتح دروب حوار يقود إلى إنهاء هذه المأساة، وأضاف أنه سيكون من الصعب جدا العثور على حل وسط بين احتياجات ومطالب الطرفين، وأعرب هنا عن تخيله أن مسيرة التفاوض لن تكون سهلة.

وفي إجابته على سؤال حول دور مفترَض لأوروبا قال الكاردينال بارولين إن أوروبا عليها أن تشارك وأن تُسمِع صوتها، لا أن تُستبعد، وذلك أيضا لأنها كانت ناشطة حتى الآن في مساعدة أوكرانيا. ثم كان التنازل عن الأراضي من قِبل أوكرانيا، وهو من بين ما يُفترض في خطة الرئيس الأمريكي، من المواضيع التي طرحها الصحفيون على أمين السر، وأجاب الكاردينال بارولين أنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر لأن هذا سيكون من نتائج المفاوضات. وأضاف أنه يمكن بلوغ السلام فقط في حال قبول الطرفين بالحل الوسط لأنه سيكون من الضروري في النهاية اللجوء إلى حل وسط.

هذا وأكد نيافته مواصلا الإجابة على أسئلة الصحفيين استمرار التزام الكرسي الرسولي في مجالات مثل تبادل الأسرى وعودة الأطفال الاوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا، وأضاف أنه قد تم على الأرجح تجديد آلية إعادة الأطفال.

21 نوفمبر 2025, 12:16