مقابلة مع الكاردينال غوجيروتي بشأن زيارتيه الأخيرتين إلى بيلوروسيا ورومانيا
في ختام زيارة المسؤول الفاتيكاني إلى بيلوروسيا أصدر الأساقفة المحليون مذكرة عبروا فيها عن امتنانهم للكاردينال غوجيروتي الذي زار البلاد موفداً خاصاً من قبل البابا لاون الرابع عشر، مذكرين بعلاقة الصداقة القائمة بين نيافته وسكان البلاد وتعود إلى السنوات التي خدم فيها كسفير بابوي في مينسك. وأكد الأساقفة أن الزيارة أعطت دفعاً إيجابياً، ومن بين النتائج التي حققتها قرار رئيس الجمهورية القاضي بالإفراج عن كاهنين كاثوليكيين كانا يقضيان عقوبة بالسجن. في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال عميد دائرة الكنائس الشرقية إنه توجه إلى بيلوروسيا بطلب من البابا لاون الرابع عشر للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس أبرشية مينسك، مشيرا إلى أن هذه المناسبة سمحت له بالتعرف عن كثف على القلب الروحي النابض وسط الجماعة الكاثوليكية المحلية. كما شكلت الزيارة فرصة للقاء عدد من المسؤولين الرسميين وتبادل وجهات النظر حول الأحداث الراهنة على الساحة الدولية، موضحا أن الاهتمام الدبلوماسي يتطلب هذا التواصل للتعرف على الواقع عن كثب وضمن السياق الصحيح. وأضاف الكاردينال غوجيروتي أنه يود أن يشكر السلطات في بيلوروسيا على الإفراج عن الكاهنين الكاثوليكيين وقال إن ما يثير قلق الكرسي الرسولي حالياً في المنطقة هي التوترات الراهنة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرا أن الصراع الدائر هناك يشكل تهديداً خطيرا بالنسبة لأوروبا. بعدها عاد نيافته بالذاكرة إلى السنوات الخمس التي أمضاها في مينسك كسفير بابوي وقد تطلب منه هذا المنصب أن يتعامل مع قضايا حساسة للغاية على الصعيد الدولي والإنساني أيضا. وقال إنه تمكن من إقامة علاقات من الصداقة ترتكز إلى الثقة المتبادلة ما أفسح المجال أمام الحوار الصريح بين أشخاص لديهم مواقف مختلفة. وفي سياق حديثه عن الأوضاع الجيوسياسية الراهنة في المنطقة شدد المسؤول الفاتيكاني على ضرورة أن يُقدم أي إسهام ممكن لصالح عملية السلام، مع أن ما نشهده اليوم لا يطمئن بشأن تحقيق السلام في المستقبل القريب. هذا ثم انتقل الكاردينال غوجيروتي إلى الحديث عن زيارته إلى رومانيا للمشاركة في احتفال تنصيب رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك والذي تم في كاتدرائية بلاج، وسلط الضوء على أهمية مواصلة العمل من أجل تخطي العراقيل والصعوبات التي عرفها تاريخ البلاد المعاصر. وذكّر بأن معظم الأساقفة الكاثوليك في رومانيا تلقوا التنشئة في معهد بيوس الحبري، ومما لا شك فيه أنهم تشربوا خلال سنوات الدراسة مبادئ ساعدتهم على الانفتاح، وهذا الموقف جاء ليكمّل "شهادة الشهداء" المسيحيين التي ميزت الجيل السابق. وقال غوجيروتي إنه ينبغي الحفاظ على ذكرى هؤلاء الشهداء والنظر، في الآن معا، بطمأنينة إلى العالم ونمط الحياة اليوم. لم تخل كلمات نيافته من التطرق إلى العلاقات بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية في رومانيا، ولفت إلى أن العلاقة كانت مطبوعة بالتوتر الشديد في ظل الحكم الشيوعي، والسبب يعود أيضا إلى الاستغلال السياسي من قبل النظام آنذاك، وإلى اضطهاد المسيحيين الذين اختاروا الوحدة مع كنيسة روما. وأضاف أن الوضع بدأ يتغيّر منذ سقوط النظام الشيوعي، مشيرا – على سبيل المثال – إلى مشاركة رئيس البلاد في مراسم تشييع الكاردينال لوسيان موريسان في أواخر سبتمبر الماضي، وقد رأى كثيرون في هذه المبادرة إقراراً من السلطات بالظلم الذي تعرضت له كنيسة الروم الكاثوليك على يد النظام الشيوعي. وقد شدد المسؤولون الرسميون على ضرورة العمل من أجل التعويض عن تلك الأخطاء المرتكبة. ولفت الكاردينال غوجيروتي، في ختام حديثه لموقعنا، إلى أن الأساقفة الكاثوليك المحليين يدركون تماما أن العديد من الكنائس التي تمت مصادرتها خلال الحقبة الشيوعية لن تُعاد إلى أصحابها الشرعيين لذا، قال نيافته، من الأهمية بمكان أن تلتزم السلطات في بناء كنائس جديدة. |