بحث

مقابلة مع الكاردينال أوناياكان حول التطورات الراهنة في نيجيريا مقابلة مع الكاردينال أوناياكان حول التطورات الراهنة في نيجيريا 

مقابلة مع الكاردينال أوناياكان حول التطورات الراهنة في نيجيريا

مائتا ضحية خلال أسبوع واحد. هذه هي حصيلة أعمال العنف التي وقعت في ولاية زامفارا النيجيرية على يد مجموعات إرهابية حاولت الرد – على ما يبدو – على هجمات القوات النظامية. في غضون ذلك تم الإفراج في الجنوب عن ثلاثين تلميذا مختطفاً، في وقت أعلن رئيس أساقفة أبوجا الفخري أنه يصلي من أجل أخوته المسلمين الذين ما يزالون بين أيدي خاطفيهم.

ذهب هؤلاء القتلى ضحية هجمات متفرقة نفذها مسلحون في ولاية زامفارا الواقعة شمال غرب نيجيريا، وبالتحديد في عشر قرى في محافظتي أنكا وبوكايوم، مطلقين النار بشكل عشوائي على المدنيين العزل. ويبدو أن الهجمات أتت رداً على عملية عسكرية للقوات النظامية أسفرت عن مصرع أكثر من مائة مقاتل وصفتهم الحكومة بالعصابات.

رئيس البلاد محمدو بوهاري سارع ليندد بالهجمات الإرهابية وقال إن الحكومة لن تتخلى أبدا عن الأشخاص المختطفين والمدنيين المحاصرين في قراهم وبلداتهم، وهي عازمة على التخلص من العصابات المسلحة. في غضون ذلك تم الإفراج مؤخرا عن ثلاثين تلميذا ومدرّس في ولاية كيبي بعد سبعة أشهر على اختطافهم، وتقول مصادر محلية إن عدد القاصرين الذين اختُطفوا في نيجيريا خلال عام ٢٠٢١ وصل إلى ألف وأربعمائة، من بينهم مائتان لم يُعرف شيء عن مصيرهم لغاية اليوم. وعمليات الخطف هذه تستهدف المواطنين المسيحين والمسلمين على حد سواء.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة أبوجا الفخري الكاردينال جون أوناياكان الذي سلط الضوء على شر الإرهابيين إذ يُقدمون على قتل الأشخاص بطريقة عشوائية وبدون أي مبرر، لافتا إلى أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام على الإطلاق، وأن جميع المواطنين يبكون الضحايا على اختلاف انتماءاتهم الدينية.

بعدها قال نيافته إن الحكومة تُطلق على هؤلاء تسمية "عصابات" إلا أنهم إرهابيون ألحقوا أضرارا جسيمة بجنوب وشمال غرب البلاد منذ أربع أو خمس سنوات. وأوضح أنهم يهاجمون حقول المزارعين، ويقتلون الفلاحين دون أن يردعهم أحد. وبعد ذلك باشروا باختطاف المواطنين، في وقت تقول السلطات الحكومية إنها عاجزة عن تحديد مكان تواجد الخاطفين والضحايا. ولفت إلى وجود أطفال لم يُعرف شيء عنهم منذ سنة، بالإضافة إلى بعض التلميذات المفقودات منذ قرابة سبع سنوات.

في سياق حديثه عن الإفراج عن التلامذة الثلاثين قال الكاردينال أوناياكان إنه لا ينظر إلى هذا التطور على أنه خبر سار، لأنه من غير المقبول أن يقوم هؤلاء المجرمون باحتجاز عشرات التلامذة مع معلميهم في الأحراج، ولا تستطيع أن ترصدهم الأجهزة الأمنية، كالشرطة والجيش. وأكد أن التلامذة الثلاثين أُفرج عنهم مقابل دفع فدية، وما يزال هناك العديد من المختطفين، الذين يعجز أهلهم عن دفع الفدية، فيما الحكومة تقول إنها لا تستطيع أن تفعل شيئا.

ردا على سؤال حول الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في نيجيريا قال رئيس أساقفة أبوجا الفخري إنه لا يتفق مع من يتحدثون عن اضطهاد المسيحيين على يد المسلمين في البلاد لأن الواقع مخالف لذلك. وأضاف أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو إيجاد حكومة تساعد المواطنين على إعادة بناء الوحدة والتعايش السلمي في المجتمع. وختم الكاردينال جون أوناياكان حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن بلاده تحتاج إلى الصلاة، وأشار إلى أنه يصلي من أجل الكاثوليك والمسيحيين عموما، وأيضا على نية المواطنين المسلمين الذين ما يزالون رهينة بأيدي الإرهابيين منذ سنوات، آملا أن تنعم البلاد بالاستقرار في المستقبل القريب.

11 يناير 2022, 11:01