مقابلة مع الرئيس الجديد لمجلس أساقفة الولايات المتحدة
استهل سيادته حديثه مشيرا إلى أن الهجرة باتت مسألة شائكة في الولايات المتحدة، مذكرا في الوقت نفسه بأن المجتمع الأمريكي هو في المقام الأول مجتمع تكوّن من مهاجرين، كما أن الأمة الأمريكية بُنيت على خبرة الهجرة، من هذا المنطلق شدد على ضرورة أن يسعى الأساقفة دائماً إلى مرافقة ودعم جماعات المهاجرين في كل أنحاء البلاد، من خلال التخفيف من معاناتهم ومخاوفهم. واعتبر أن ثمة حاجة اليوم إلى نوع جديد من الدفاع عن هؤلاء الأشخاص، لذا لا بد أن يلجأ الأساقفة المحليون إلى تأثيرهم في المجتمع كي يدافعوا عن مصلحة البلاد، ويضمنوا استقبالاً كريماً ولائقاً للمهاجرين، وكي تسهّل القوانين الأمريكية الإجراءات التي يتعين على المهاجرين القيام بها، بما في ذلك رجال الدين الذين يؤدون خدمتهم في الولايات المتحدة. لم تخل كلمات رئيس الأساقفة كوكلي من الحديث عن حق وواجب الحكومة في حماية الحدود والتأكد في الوقت نفسه من أن عملية الهجرة تتم بشكل قانوني ومنتظم، مشيرا إلى أن هدف الأساقفة والكنيسة يتمثل في مرافقة الأخوة والأخوات المهاجرين، الذين غالباً ما يشعرون بالقلق والخوف، والسعي في الآن معاً إلى ضمان الحقوق الأساسية لهؤلاء الأشخاص، لاسيما الحق في بقائهم إلى جانب باقي أفراد الأسرة. في معرض رده على سؤال بشأن كيفية الإسهام في رأب الصدع الراهن في المجتمع الأمريكي وتخطي الانقسامات الحاصلة، قال رئيس مجلس أساقفة الولايات المتحدة إن الأساقفة يسعون، تحت إرشادات البابا لاون الرابع عشر، لأن يكونوا أدوات للشركة، وهذا الأمر يجعل منهم مثالا للمجتمع والبلاد، ويحول أيضا دون تفاقم الاستقطاب الحاصل. كما شدد سيادته على أهمية أن يتعلّم الأشخاص الإصغاء إلى الآخرين وأن يتقنوا فن التواصل مع بعضهم البعض، هذا التواصل الذي ينبغي أن يرتكز إلى الاحترام المتبادل والمحبة. وأكد في هذا السياق أن الانقسامات كانت وستبقى وهي مسألة طبيعية في العلاقات بين الأشخاص وداخل الكنيسة أيضا، كما أن مجلس الأساقفة ليس بمنأى عنها، لكن لا بد أن يتم التعبير عن هذه الاختلافات في إطار الاحترام والإصغاء المتبادلين، وهذا الأمر يصب في السينودسية التي يعمل اليوم من أجلها البابا لاون الرابع عشر، والتي سبق أن دعا إليها وعمل من أجلها البابا الراحل فرنسيس، حاثاً الجميع على السير في درب السينودسية. وأشار سيادته في هذا السياق إلى أن الأساقفة الأمريكيين ملتزمون في متابعة هذه المسيرة، مع العلم أن للكنيسة في الولايات المتحدة العديد من المراكز التي تسمح لهم بالتشاور على مختلف الأصعدة، لافتا أيضا إلى أن الكنيسة مدعوة اليوم إلى الدخول في عمق الإصغاء والحوار، في إطار المسيرة السينودسية. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني شاء الرئيس الجديد لمجلس أساقفة الولايات المتحدة أن يسلط الضوء على أهمية الانتماء إلى الكنيسة التي ليست ملكاً للأساقفة، ولا حتى لراعيها، بل هي كنيسة لجميع الأعضاء، الذين هم أشخاص معمدون يعيشون الشركة مع بعضهم البعض، ومع من أُسندت إليهم مهمة قيادة الكنيسة. لذا لا بد أن يسعى الأساقفة والكهنة إلى قيادتها والالتزام في بناء الشركة مع بعضهم البعض من أجل إرساء أسس الوحدة داخل الكنيسة. |