التزام هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" في الدفاع عن هوية لبنان المسيحية
في مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني يقول الأب ريمون عبدو، المسؤول عن عدد من المدارس الكاثوليكية وعن مركز روحي في بلدة القبيات الشمالية القريبة من الحدود السورية، يقول إن نشاطات هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" تهدف في المقام الأول إلى تلبية احتياجات العائلات، موضحا أن المدارس التي يديرها قادرة على الاستمرار بفضل دعم عدد من المؤمنين بالإضافة إلى منظمات خيرية في كل من ألمانيا، النمسا، بولندا وفرنسا. هذا ويشير القيمون على هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة"، التي تتخذ من مدينة فرنكفورت الألمانية مقرا لها، إلى أنها تجمع المساعدات والتبرعات من مائة وأربعين بلداً وتمول من خلالها مشاريع في مختلف أنحاء العالم. كما أن لبنان هو من بين البلدان التي تحتل مرتبة هامة على هذا الصعيد، نظراً للأوضاع المالية الهشة للمدراس المسيحية، بالإضافة إلى ضرورة وضع حد لهجرة المسيحيين، وهي ظاهرة تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام الاستقرار السياسي، ناهيك عن التوترات الطائفية والصراع بين إسرائيل وحزب الله. في حديث لموقعنا الإلكتروني يؤكد فريق عمل هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" في لبنان أنه يقيّم كل حالة قبل أن يعرضها على المقر العام للهيئة في فرانكفورت. وأوضح أنه في جنوب البلاد، على سبيل المثال، تقدم الهيئة مساعدات غذائية للأسر المسيحية التي تضررت نتيجة الصراع الأخير، على أمل أن يتم تطوير مشاريع على نطاق أوسع فور انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، مع العلم أن بعض المنظمات الخيرية تساهم حاليا في إعادة إعمار المنازل المدمرة جزئياً تفادياً لنزوح العائلات المسيحية. في هذا السياق تسعى هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" إلى دعم المدراس الخاصة التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، وتفعل ذلك بالتعاون مع المنظمة المعروفة باسم Œuvre d'Orient أو "عمل الشرق"، إذ تسعى إلى صرف علاوات للأساتذة كي يعيشوا حياة كريمة، كما تساهم في تسديد الأقساط المدرسية لأطفال العائلات الفقيرة، كي يتمكن هؤلاء الصغار من متابعة تحصيلهم العلمي. ويقول الأب ريمون بهذا الصدد إن هناك العديد من العائلات التي تفضل إرسال أبنائها إلى المدارس الكاثوليكية، لأن هذه المدراس هي بالنسبة لها ضمانة فيما يتعلق بجودة التعليم. مما لا شك فيه أن الكنيسة في لبنان هي حيةٌ، إنها كنيسة جريحة تسعى إلى تضميد جراحها وسط صعوبات كثيرة وضمن السياق المعقد الذي تعيش فيه، والذي غالباً ما يطرح تحديات بالنسبة للحضور المسيحي، لاسيما في جنوب البلاد وفي سهل البقاع. ويستبعد معظم المسيحيين إمكانية أن يشكلوا يوماً ما الأكثرية، كما كانوا في الماضي، لا بل يُحكى في بعض الأوساط المسيحية عن وجود محاولات لأسلمة البلاد. إزاء هذا المشهد الصعب يشدد أسقف بعلبك دير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة على أهمية الالتزام في الحوار بين الأديان، لاسيما مع المسلمين، لأنه لا يوجد أي خيار للمسيحيين في لبنان سوى العيش المشترك، كما يقول سيادته، مع العلم أن أجواء التوتر مع إسرائيل لا تساهم في إرساء أسس التعايش. ولفت المطران رحمة إلى أن أبرشيته وخلال الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل وفرت المأوى لعدد من العائلات المسلمة، لكنه في الوقت نفسه لم يقبل بتواجد أي عنصر من الحزب كي لا تتحول هذه الأسر إلى هدف عسكري للإسرائيليين. وختم بالقول إن المسيّرات الإسرائيلية عادت إلى الأجواء اللبنانية فور مغادرة البابا لبنان، لافتا إلى أن المواطنين يتخوفون اليوم من استئناف العمليات العسكرية. |