بحث

مقابلة مع السيدة منى مارون عميد جامعة حيفا مقابلة مع السيدة منى مارون عميد جامعة حيفا 

مقابلة مع السيدة منى مارون عميد جامعة حيفا

حين يلتقي العلم بالحياة المسيحية المُلتزمة: منى مارون في حوارٍ عن شفاء الهويات وبناء مستقبل مشترك من قلب التعدد

استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر في القصر الرسولي السيدة منى مارون، عميد جامعة حيفا. لقاءٌ يتجاوز بروتوكول المجاملة ليغدو مساحة تأمل عميق في دور العقل المؤمن، والعلم المنفتح، والقيادة التي تُمارَس بروح الخدمة.

من قلب هذا اللقاء، تنبثق شهادة امرأة تجمع في مسيرتها بين مختبر علم الأعصاب ورجاء الإيمان، بين البحث في أسرار الدماغ البشري والالتزام الأخلاقي تجاه كرامة الإنسان وذاكرته الجريحة. ابنة الكنيسة المارونية، التي تصف حياتها بأنها جسر "بين الصليب والعقل"، لا ترى في العلم نقيضًا للإيمان، بل امتدادًا له ومسؤولية تُعاش بتواضع، حيث تصبح المعرفة عطية تُتقاسم لا سلطة تُحتكر. ولكونها أول عربية تتبوأ منصبًا أكاديميًا رفيعًا في جامعة إسرائيلية، تحوّلت خبرة "الاختلاف" في مسيرتها إلى طاقة خلاقة، أعادت من خلالها تعريف القيادة بوصفها خدمة، والإدارة بوصفها إصغاء، والجامعة بوصفها بيتًا للتعدد والحوار. وفي جامعة حيفا، كما تصفها، تلتقي الهويات لا لتتصادم، بل لتتعلم كيف تعيش معًا رغم الجراح المفتوحة في المنطقة.

وفي حديثها إلى فاتيكان نيوز، لا تتوقف السيدة منى مارون عند إنجازاتها الأكاديمية، بل تعود إلى الجذور: إلى العائلة، وإلى كنيسة مار شربل، وإلى التزامها في الحركة المريمية ومنتدى مسيحيي الأرض المقدسة، حاملةً رسالة رجاء إلى جيلٍ شاب يبحث عن معنى، وعن دور، وعن مستقبل لا تلغيه الذاكرة المؤلمة بل تُشفى فيه. هذه المقابلة ليست مجرد حوار مع عالمة وإدارية رفيعة، بل هي رحلة فكرية وروحية في سؤال الإنسان المعاصر: كيف نداوي الذاكرة دون أن نفقد الحقيقة؟ كيف نبني معرفة تُحرِّر ولا تُقصي؟ وكيف يمكن للعلم، حين يُضاء بالإيمان، أن يصبح أداة شفاء وبناء لمجتمعات أنهكتها الصراعات وتوق إلى مستقبل مشترك. لنستمع إلى ما قالته

مقابلة مع السيدة منى مارون عميد جامعة حيفا
19 ديسمبر 2025, 14:15