بحث

20210912_182341-copia.jpg

مجلة "الحضارة الكاثوليكية" تنشر حوار البابا فرنسيس مع اليسوعيين خلال زيارته الرسولية إلى سلوفاكيا

القرب بأشكاله المختلفة كأساس العمل الرعوي، خطر الإيديولوجيات، الخوف من الحرية والسير إلى الأمام، ما تعاني منه الكنيسة اليوم وما يلقى من هجوم شخصي. كانت هذه بعض المواضيع التي تم التطرق إليها خلال لقاء البابا فرنسيس في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا في ١٢ أيلول سبتمبر اليسوعيين، وذلك حسب ما نشرت المجلة اليسوعية "الحضارة الكاثوليكية".

تضمَّن برنامج زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى سلوفاكيا لقاء مع اليسوعيين في ١٢ أيلول سبتمبر استمر حوالي ساعة ونصف، ونشرت اليوم الثلاثاء المجلة اليسوعية "الحضارة الكاثوليكية" (Civiltà Cattolica) حوار الأب الأقدس مع أخوته في الرهبنة. نصح البابا في حديثه اليسوعيين في هذا البلد بأربعة أشكال من القرب، وهي القرب من الله، القرب بين الأخوة في الرهبنة، القرب من الأسقف ومن البابا عبر الحديث المباشر، ثم القرب من شعب الله والذي ينقذنا من السقوط في إيديولوجيات غبية حسب ما ذكر قداسته.

وفي إجابته على سؤال حول ما تعاني منه الكنيسة اليوم تحدث البابا فرنسيس عن ميل نحو العودة إلى الخلف، وهي قضية ليست عامة بل تتعلق بالكنيسة في بعض الدول فقط. وتحدث عن الخوف من الحرية ومن السير إلى الأمام في الخبرات الرعوية. وأعطى قداسته مثلا الموقف من المتزوجين للمرة الثانية ومرافقة مَن لديهم اختلافات جنسية، وأشار إلى خطر الصرامة والنزعة الإكليروسية. وقال البابا فرنسيس إن الرب يدعو الرهبنة اليسوعية اليوم إلى التمتع بالحرية عبر الصلاة والتمييز، مضيفا أن العودة إلى الوراء ليست الطريق الصحيح مشيرا في المقابل إلى السير إلى الأمام في تمييز وطاعة، كما وشدد على أهمية الرياضات الروحية.

كانت الإيديولوجيات ونظرية الجندر من بين المواضيع التي سأل حولها يسوعيو سلوفاكيا، وقال البابا في هذا السياق إن للإيديولوجية جاذبية شيطانية، وأضاف أننا نعيش حضارة إيديولوجيات. وعن إيديولوجية الجندر قال قداسته إنه يعتبرها خطيرة، وذلك لأنها مجردة مقارنة بالحياة الفعلية للأشخاص. وتابع أن هذا أمر يختلف عن المثلية الجنسية مشيرا إلى إمكانية العمل الرعوي مع المثليين والسير قدما في لقاء المسيح.

أجاب البابا فرنسيس أيضا على أسئلة حول الحوار المسيحي اليهودي مشددا على ضرورة مواصلته، وأيضا حول كيفية تعامله مع مَن ينظر إليه بشك. وقال في هذا السياق إنه يمكن لكونه خاطئا أن يكون محط هجوم، ولكن الكنيسة لا تستحق هذا، فالهجوم عليها هو من فعل الشيطان. ثم أجاب البابا على سؤال حول الإرادة الرسولية الخاصة بإعادة تحديد طرق استخدام كتاب قداس ما قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، وتحدث في هذا السياق عن كاردينال طلب منه كاهنان عقب سيامتهما تعلم اللاتينية من أجل الاحتفال بالليتورجيا بشكل أفضل، فأجابهما مازحا ناصحا بتعلم لغة مؤمني الأبرشية أولا. ثم كانت الهجرة من القضايا الأخرى التي تطرق إليها اللقاء، حيث أكد البابا فرنسيس أنه لا يكفي استقبال المهاجرين بل يجب أيضا حمايتهم ودعمهم ودمجهم، كما تحدث عن ضرورة فهمٍ أعمق لأسباب هذه الظاهرة.

21 سبتمبر 2021, 13:13