بحث

البابا فرنسيس: لننظر إلى مريم لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو في الصمت البابا فرنسيس: لننظر إلى مريم لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو في الصمت 

البابا فرنسيس: لننظر إلى مريم لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو في الصمت

"لنصل اليوم إلى أمِّ الله القديسة وأمنا، لكي نتمكن في العام الجديد من أن ننمو في هذا الحب الوديع والخفيّ الذي يولِّد الحياة ويفتح في العالم دروب سلام ومصالحة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد القدّيسة مريم والدة الله

لمناسبة احتفال الكنيسة بعيد العذراء مريم أم الله، في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام، تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بمريم والدة الله القديسة، نضع تحت نظرها المحب الزمن الجديد الذي أُعطي لنا، لكي تحرسنا في هذا العام.

تابع البابا فرنسيس يقول يكشف لنا الإنجيل اليوم أن عظمة مريم لا تكمن في قيامها بعمل استثنائي؛ لا بل، وبينما كان الرعاة، بعد أن نالوا الإعلان من الملائكة، يسرعون نحو بيت لحم، هي بقيت صامتة. إنّ صمت الأم هو صفة جميلة. هو ليس مجرد غياب كلمات، وإنما صمت مليء بالدهشة والعبادة للعظائم التي يصنعها الله. "كانت مريم – يقول القديس لوقا – تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأملها في قلبها". بهذه الطريقة هي تفسح المجال في داخلها للذي قد ولد؛ في الصمت والعبادة، تضع يسوع في المحور وتشهد له كمخلص. وهكذا تكون أمًّا ليس فقط لأنها حملت يسوع في أحشائها وولدته، بل لأنها تُظهره دون أن تأخذ مكانه. وستقف بصمت أيضًا تحت الصليب، في أحلك الساعات، وهكذا ستستمر في إفساح المجال له وولادته لنا. كتب كاهن وشاعر من القرن العشرين: "أيتها العذراء، كاتدرائية الصمت؛ أنت تحملين جسدنا إلى السماء والله إلى جسدنا". كاتدرائية الصمت: إنها صورة جميلة. ومريم، بصمتها وتواضعها، هي "كاتدرائية" الله الأولى، المكان الذي يمكن فيه لله والإنسان أن يلتقيا.

أضاف الأب الأقدس يقول ولكن حتى أمهاتنا، برعايتهنَّ الخفية، وعطفهنَّ، غالبًا ما يكُنَّ هنَّ أيضًا كاتدرائيات صمت رائعة. هنَّ يلِدننا ومن ثمَّ يستَمرِرنَ في متابعتنا، دون أن نلاحظهنَّ في كثير من الأحيان، لكي نتمكن من أن ننمو. لنتذكر هذا: إنَّ الحب لا يخنق أبدًا، الحب يفسح المجال للآخر ويجعله ينمو.

تابع الحبر الأعظم يقول أيها الإخوة والأخوات، في بداية العام الجديد، لننظر إلى مريم، وبقلب ممتن، لنفكر في أمهاتنا أيضًا ولننظر إليهنَّ، لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو قبل كل شيء في الصمت، والذي يعرف كيف يفسح المجال لـلآخر ويحترم كرامته ويترك له حرية التعبير ويرفض جميع أشكال التملك والقمع والعنف. هناك حاجة كبيرة لهذا اليوم! وكما تذكرنا رسالة اليوم العالمي للسلام: "تتعرّض الحرّيّة والتعايش السلمي للتّهديد عندما يستسلِم البشر لتجربة الأنانيّة والمصلحة الشّخصيّة والجشع في الرّبح والتّعطّش إلى السّلطة". أما الحب فهو يقوم على الاحترام واللطف: وبهذه الطريقة يكسر الحواجز ويساعد على عيش العلاقات الأخوية، وبناء مجتمعات أكثر عدالة وإنسانية وأكثر سلامًا.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنصل اليوم إلى أمِّ الله القديسة وأمنا، لكي نتمكن في العام الجديد من أن ننمو في هذا الحب الوديع والخفيّ الذي يولِّد الحياة ويفتح في العالم دروب سلام ومصالحة.

01 يناير 2024, 12:18

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >