بحث

البابا لاوُن الرابع عشر: العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا! البابا لاوُن الرابع عشر: العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا! 

البابا لاوُن الرابع عشر: العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا!

"لنصلِّ لكي نكون كنيسة لا تخدم المال ولا ذاتها، بل ملكوت الله وعدالته. كنيسة تملك، مثل القديسة كلارا، شجاعة أن تسكن المدينة بطريقة مختلفة " هذا ما قاله قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في مقابلته اليوبيلية

أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم السبت مقابلته العامة اليوبيلية مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه بالقول في النصّ البيبلي الذي قرأناه، يلاحظ الإنجيلي أنّ بعض الأشخاص، بعد أن أصغوا إلى يسوع، كانوا يسخرون منه. بدا لهم كلامه عن الفقر أمرًا غير معقول. وبشكل أدقّ، شعروا أنّ كلامه يمسّهم في الصميم بسبب تعلّقهم بالمال.

تابع الأب الأقدس يقول أيها الأصدقاء الأعزّاء، لقد جئتم كحجّاج رجاء، واليوبيل هو زمن رجاء ملموس، فيه يمكن لقلبنا أن يجد الغفران والرحمة، لكي يبدأ كلّ شيء من جديد بطريقة مختلفة. كذلك يفتح اليوبيل على رجاء توزيع آخر للثروات، وعلى إمكانية أن تكون الأرض للجميع، لأن الواقع ليس كذلك. في هذا العام علينا أن نختار من نخدم: العدالة أم الظلم، الله أم المال.

أضاف الحبر الأعظم يقول أن نرجو يعني أن نختار. وهذا يعني على الأقل أمرين. الأول وهو الأوضح: إنّ العالم يتغيّر إذا نحن تغيّرنا. ولذلك نقوم بالحجّ، إنه خيار. والعبور من الباب المقدّس هو دخول في زمن جديد. أمّا المعنى الثاني فهو أعمق وأدقّ: أن نرجو يعني أن نختار، لأن الذي لا يختار ييأس. إنَّ إحدى النتائج الأكثر شيوعًا للحزن الروحي، أي الفتور، هي ألّا يختار الإنسان شيئًا. ومن يقع في ذلك يستسلم لكسل داخلي هو أسوأ من الموت. أمّا الرجاء، فهو أن نختار.

تابع الأب الأقدس يقول أودّ أن أذكر اليوم امرأة عرفت، بنعمة الله، كيف تختار. فتاة شجاعة، سارت عكس التيّار: كلارا الأسيزية. ويسرّني أن أتكلّم عنها بالذات في يوم عيد القديس فرنسيس. نعلم أنّ فرنسيس، باختياره الفقر الإنجيلي، اضطرّ أن يقطع علاقته مع عائلته. لكنّه كان رجلاً: ولذلك كانت الصدمة صغيرة. أما خيار كلارا فقد كان أكثر إثارة للإعجاب: فتاة أرادت أن تكون مثل فرنسيس، أن تعيش كامرأة حرّة مثل أولئك الإخوة!

أضاف الحبر الأعظم يقول لقد فهمت كلارا ما يطلبه الإنجيل. لكن حتى في مدينة تدّعي المسيحية، يمكن للإنجيل إذا أُخذ على محمل الجدّ أن يبدو كأنه ثورة. آنذاك، كما اليوم، لا بدّ من الاختيار! إنَّ كلارا قد اختارت، وهذا الأمر يعطينا رجاءً عظيمًا. نرى بالفعل نتيجتين لشجاعتها في اتّباع ذلك الشوق: الأولى أنّ فتيات كثيرات من تلك المنطقة وجدن الشجاعة نفسها واخترن فقر يسوع وحياة التطويبات؛ والثانية أنّ ذلك الخيار لم يكن مجرّد اندفاع عابر، بل استمرّ في الزمن حتى يومنا هذا. لقد ألهم خيار كلارا دعوات في جميع أنحاء العالم، وما زال يفعل ذلك إلى اليوم.

تابع الأب الأقدس يقول يسوع: لا يمكنكم أن تخدموا سيّدين. هكذا تبقى الكنيسة شابّة وتجذب إليها الشباب. إنَّ كلارا الأسيزية تذكّرنا بأنّ الإنجيل يجذب الشباب. وما زال الأمر كذلك: فالشباب يحبّون الأشخاص الذين اختاروا وتحمّلوا نتائج خياراتهم. وهذا الأمر يدفع آخرين أيضًا لكي يختاروا. إنّه اقتداء مقدّس: فنحن لا نصبح "نسخًا طبق الأصل"، بل كلّ واحد منا – حين يختار الإنجيل – يختار نفسه. هو يفقد نفسه ليجدها. والتجربة تشهد: هذا ما يحدث.

وختم البابا لاوُن الرابع عشر تعليمه بالقول لنصلِّ إذن من أجل الشباب؛ ولنصلِّ لكي نكون كنيسة لا تخدم المال ولا ذاتها، بل ملكوت الله وعدالته. كنيسة تملك، مثل القديسة كلارا، شجاعة أن تسكن المدينة بطريقة مختلفة. وهذا ما يمنح الرجاء!

 

04 أكتوبر 2025, 10:25