بحث

البابا يستقبل المشاركين في ندوة حول الأخلاقيات في إدارة الرعاية الصحية البابا يستقبل المشاركين في ندوة حول الأخلاقيات في إدارة الرعاية الصحية  (@Vatican Media)

البابا يستقبل المشاركين في ندوة حول الأخلاقيات في إدارة الرعاية الصحية

في كلمته إلى المشاركين في ندوة حول الأخلاقيات في إدارة الرعاية الصحية البابا يحث على الدفاع عن كرامة الإنسان، التي لا يتم حمايتها عندما تسود المصالح "الاقتصادية أو السياسية أو غيرها"، وتولد التحيزات في طريقة التعامل مع الآخر.

استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في ندوة حول الأخلاقيات في إدارة الرعاية الصحية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إن لقاءكم هذا، إذ يأتي في إطار اليوبيل وبجوار ضريحي الرسولين بطرس وبولس، لا يقتصر على كونه ذا قيمة تعليمية فحسب، بل يتحول إلى حجّ؛ يصبح فيه التفكير في القيمة الأخلاقية لمقترحاتنا محطةً جميلةً على الدرب الذي دُعينا جميعًا، كمجتمع وكنيسة، إلى اجتيازه. إنَّ الكنيسة تستقبلكم اليوم كحجاج رجاء، وتقدِّر مقارباتكم وكفاءاتكم وأهدافكم المتنوعة، لتبدأ معكم حوار حياة وعمل في المهمة المشتركة المتمثلة في رعاية المريض.

تابع الأب الأقدس يقول كثيرة هي الجوانب المهمّة التي تتفرّع من المواضيع التي ستعالجونها، وربما هي أكثر من أن نتناولها معًا في هذه التحية المقتضبة. ومع ذلك، اسمحوا لي أن أُبرز مفهومًا يبدو أنه يجمعكم، وهو: احتمال حدوث تحيُّز؛ أي إدخال شرط أو فرضية أو ملاحظة تُشوِّه، أو تُنقِص، أو تُقصي بطريقة مُضللة الإدراك الذي لدينا لواقع المجتمع والمريض ذاته، مما يخلق حالة من الظلم في إدارة الموارد اللازمة للتدبير السليم للشؤون الصحية.

أضاف الحبر الأعظم يقول إذا كنا، كأفراد ومجتمع، مدعوين للدفاع النشط عن الكرامة التي لا لُبس فيها لكل إنسان، في جميع مراحل حياته، إلا أنَّ هذا للأسف ليس واقعًا دائمًا. فالأدوات البالغة الفعالية مثل الذكاء الاصطناعي يمكن التلاعب بها، وتدريبها، وتوجيهها بحيث يولد، لأسباب تتعلق بالانتهازية أو المصلحة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها، ذلك التحيُّز الذي يكاد لا يُدرَك في المعلومات، وفي الإدارة، وفي الطريقة التي نُقدِّم بها أنفسنا أو نقترب بها من الآخر.

وهكذا تابع الأب الأقدس يقول سيدخل الأشخاص في عملية تلاعب خبيثة تصنفهم على أساس العلاجات الضرورية وتكلفتها، وطبيعة أمراضهم، محوّلةً إياهم إلى مجرد أشياء، وبيانات، وإحصاءات. أعتقد أن السبيل لتفادي ذلك يكمن في تغيير نظرتنا، وفي فهم قيمة الخير برؤية واسعة؛ وفي أن ننظر، إن سمحتم لي، كما ينظر الله، لكي لا نتقوقع في الربح الفوري، بل نسعى لما هو أفضل للجميع، ونتعلّم أن نكون صبورين، أسخياء، ومتضامنين، فنخلق الروابط ونمدُّ الجسور، لكي نعمل ضمن شبكة، ونُحسِّن استغلال الموارد، لكي يشعر الجميع بأنهم فاعلون ومستفيدون من العمل المشترك.

وخلص البابا لاون الرابع عشر إلى القول في الوقت عينه، يُعلّمنا الله أن هذه الرؤية الواسعة لا يجب أن تنفصل أبدًا عن المعاملة الإنسانية، وعن اللمسة الحانية، وعن الاعتراف بالشخص الحقيقي في هشاشته وكرامته. إنها رؤية عميقة، رؤية تصل إلى قلب الآخر وتوسّع قلوبنا. ستكون هاتان الرؤيتان أفضل ترياق يمنع هيكلياتنا الإدارية من إغفال ما هو مهم: الخير الذي دُعينا لحراسته. ليساعدنا الرب على أن نكون أمناء في هذه الخدمة.

17 نوفمبر 2025, 12:55