البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل المشاركين في توقيع الميثاق المسكوني المحدَّث
استقبل البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الخميس ٦ تشرين الثاني نوفمبر أعضاء اللجنة المشتركة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا ومجلس كنائس أوروبا وممثلي الكنائس الأوروبية التي وقَّعت أمس ٥ تشرين الثاني نوفمبر في روما في كنيسة استشهاد القديس بولس على الميثاق المسكوني المُحدَّث. وبدأ الأب الأقدس تحيته قائلا للحضور: "علَيكَم النِّعمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ الآب والمسيحِ يسوعَ ربِّنا"، مستعيرا هكذا كلمات بولس الرسول الذي اخترتم أن توقعوا ميثاقكم المسكوني الجديد بالقرب من مكان استشهاده، قال البابا لضيوفه.
تحدث قداسة البابا بعد ذلك عن التحديات التي تواجه المسيرة المسكونية، تحديات في تغير مستمر، وهكذا كان من الضروري إعادة النظر في محتويات الميثاق عقب ٢٥ سنة وذلك للتأمل في الوضع في أوروبا والقضايا المشتركة الحالية المتعلقة برسالة إعلان الإنجيل. وشدد البابا هنا على الحاجة إلى تمييز دقيق من أجل تحقيق الوصية الكبيرة: "تَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى ٢٨، ١٩).
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر مشيرا إلى وجود ما وصفها بعلامات نمو إيجابية ومشجعة في بعض مناطق أوروبا، ولكن هناك من جهة أخرى حسبما قال قداسته جماعات مسيحية كثيرة تشعر بنفسها أقلية بشكل متزايد. وأضاف أن الوضع الحالي يشمل أجيالا جديدة وأشخاصا أتوا إلى أوروبا حديثا حاملين تاريخا وثقافات مختلفة. هناك بالتالي أصوات كثيرة يجب الإصغاء إليها وقصص يجب استقبالها من خلال لقاءات يومية وعلاقات قريبة، هذا بدون الحديث عن الحاجة الملحة إلى تعزيز الحوار والوفاق والأخوّة وسط ضجيج العنف والحرب، قال البابا. وتابع قداسته مشيرا إلى كون نعمة الرب ورحمته وسلامه حيوية، وذلك لأن فقط المساعدة الإلهية هي ما سيكشف لنا أفضل الطرق لإعلان المسيح في هذه الأطر المتغيرة. إننا نؤمن بأن الله كلي القدرة يتكلم إلى شعبه المقدس ومن خلاله، قال قداسة البابا مواصلا كلمته وأضاف أن الله يثري شعبه بعطايا إلهية "ليمتلئ بِكُلِّ ما في اللهِ من كَمَال" (راجع أفسس ٣، ١٩).
وفي حديثه عن الميثاق المسكوني الذي وُقع أمس قال الأب الأقدس إنه وثيقة تشهد لرغبة الكنيسة في أوروبا في النظر إلى تاريخنا بعينَي المسيح. وأضاف أننا وبمعونة الروح القدس سنكون قادرين على فهم أين نجحنا وأين فشلنا وفي أي اتجاه علينا أن نسير من أجل إعلان الإنجيل مجدَّدا. ويرى البابا لاوُن الرابع عشر حسبما تابع أن هذا الميثاق المسكوني الجديد لا يقترح فقط أساليب بل يصر على التشارك في المسيرة والطرق الممكنة لمواصلتها إلى الأمام. وشدد قداسته هنا على أن هذا يتطلب أن نكون منفتحين على اقتراحات الروح القدس ومفاجآته.
هذا وأراد البابا لاوُن الرابع عشر الحديث عن المسيرة السينودسية للكنيسة الكاثوليكية باعتبارها مسيرة مسكونية، كما وأن المسيرة المسكونية هي سينودسية، قال قداسته عائدا إلى كلمات البابا فرنسيس في الوثيقة الختامية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسية والتي كان موضوعها "من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة، رسالة". وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن الميثاق المحدَّث يسلط الضوء على المسيرة المشتركة التي تم القيام بها من قِبل المسيحيين من التقاليد المتنوعة في أوروبا، وذلك في قدرة على الإصغاء أحدهم إلى الآخر وعلى التمييز معا من أجل إعلان الإنجيل بشكل أكثر فعالية. وأشار الأب الأقدس إلى أن من بين ثمار مسيرة تحديث الميثاق المسكوني القدرة على إلقاء نظرة مشتركة على التحديات الجديدة ووضع أولويات لمستقبل القارة الأوروبية مع تأكيد الإيمان الراسخ بالأهمية اللامتناهية للإنجيل. وأضاف الأب الأقدس أن هذا يمكن وصفه بجهد سينودسي للسير معا.
وفي ختام كلمته إلى ضيوفه أراد البابا لاوُن الرابع عشر التذكير بقيامه قريبا بزيارة إلى المكان الذي شهد عقد مجمع نيقية وذلك للقاء قادة الكنائس والجماعات المسيحية والصلاة معهم والاحتفال معا بيسوع المسيح ربنا ومخلصنا. وأضاف أنه يرغب أيضا في هذه السنة اليوبيلية أن يعلن لشعب أوروبا كله أن يسوع المسيح هو رجاؤنا لأنه الطريق الذي علينا اتباعه والوجهة النهائية لرحلتنا الروحية.
