بحث

كلمة البابا لاون الرابع عشر خلال الحفل الموسيقي الميلادي في الفاتيكان كلمة البابا لاون الرابع عشر خلال الحفل الموسيقي الميلادي في الفاتيكان  (ANSA)

كلمة البابا لاون الرابع عشر خلال الحفل الموسيقي الميلادي في الفاتيكان

شارك البابا لاون الرابع عشر مساء أمس الجمعة في حفل موسيقي ميلادي أُقيم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان بقيادة المايسترو ريكاردو موتي، الذي منحه الحبر الأعظم جائزة راتزنغر لعام ٢٠٢٥.

وجه الحبر الأعظم للمشاركين في الحفل الموسيقي خطاباً استهله مشيرا إلى أن الموسيقى تساعدنا على فهم الكرامة السامية للكائن البشري، وعلى التأكيد على دعوته الأصيلة. ووجه كلمة شكر إلى المؤسسات التي عملت على تنظيم هذا الحدث ومن بينها الدائرة الفاتيكانية للثقافة والتربية، وجميع الأشخاص الذين ساهموا في إنجاحه. كما حيا البابا المايسترو ريكاردو موتي الذي مُنح جائزة راتزنغر تقديراً على حياته التي كرسها للموسيقى.

وذكّر لاون الرابع عشر بأن البابا بندكتس السادس عشر كان يقول إن الجمال الحقيقي يساعد قلب الإنسان على الانفتاح، ومن خلال الموسيقى يبحث المرء عن الله في هذا الكون. وأضاف البابا بريفوست أن المايسترو موتي تسنت له فرصة لقاء الكاردينال راتزنغر في أكثر من مناسبة، كما أن الحبر الأعظم الراحل حضر حفلات موسيقية أقامها موتي في الفاتيكان ومنحه وسام الصليب الأكبر للقديس غريغوريوس الكبير. كما أن الجائزة التي منُحت له اليوم، قال البابا، تشكل استمرارية لهذه العلاقة وللحوار المنفتح على السر والموجه نحو الخير العام والتناغم.

بعدها لفت لاون الرابع عشر إلى أن سلفه البابا فرنسيس تطرق إلى المسؤوليات الخلقية لفن الموسيقى، الذي كان يحبها ويستمع إليها بذوق روحي. وكان برغوليو يقول إن الموسيقى تعطي المستمع نظرة حكيمة وهادئة، تساعد على تخطي العداوات والانقسامات. وأضاف البابا برفوست أن التناغم يقتضي الحفاظ على الاختلافات والسماح لها في الآن معا بأن تنتج الوحدة، كما أن الصمت يساهم في بلوغ هذا الهدف لأنه ليس مجرد غياب للأصوات، إذ يفسح المجال أمام الكلمة، وفي الصمت يمكن أن تزهر الحقيقة.

هذا ثم توجه البابا إلى المايسترو موتي وأشاد بالتزامه على صعيد التنشئة، إذ إنه يتعاون مع عدد من المعاهد الموسيقية في إيطاليا، كما أن ممارسته لما يُعرف بـ"التجارب المفتوحة" تقدم فرصة للمقاسمة حيث كل عمل يعزز الثقة ويشكل بحد ذاته دعوة للطلاب. من هذا المنطلق إن جائزة راتزينغر تُمنح للأشخاص الذين عرفوا كيف يحافظون على ما كان البابا بندكتس السادس عشر يعتبره قلب الفن، أي إمكانية إضاءة شرارة لحضور الله، من خلال صنع الجمال. ووجه لاون الرابع عشر في هذا السياق كلمة شكر إلى الأوركسترا الشبابية لويجي كيروبيني التي تقدم فسحة قيّمة للمواهب الشبابية، كما شكر البابا أيضا جوقة غويدو كيدجي ساراشيني، من كاتدرائية سيينا.

مضى الحبر الأعظم إلى القول إن هذا الحفل الموسيقي يشكل مناسبة لإيقاظ الوعي والالتزام في المجال التربوي. ولفت إلى وجود ملايين الصبيان والفتيات في العالم المستبعدين عن المسار التربوي. وفي هذا السياق حيا البابا ولادة المرصد المعني بتحقيق المساواة وإفساح مجال التعليم أمام الجميع، والذي تم الإعلان عنه خلال الاحتفال بيوبيل عالم التربية. وأضاف أن الدائرة الفاتيكانية للثقافة والتربية تسعى إلى استقطاب الأشخاص الحريصين على تربية الشبيبة لإشراكهم في هذا المشروع، بدءا من مؤسسة غاليليو التي أعلنت عن انضمامها إليه مساهمة أيضا في تنظيم هذا الحفل الموسيقي.

في الختام توجه لاون الرابع عشر إلى المشاركين في هذا الحدث الفني ودعاهم، مع اقتراب عيد الميلاد، إلى المثابرة في الصلاة إلى الله كي يمنحنا هبة السلام. هذا ثم منح الحاضرين ومن تابعوا الحفل الموسيقي عبر التلفزيون بركاته الرسولية.

13 ديسمبر 2025, 11:58