بحث

البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل منظمي حفل الغد الموسيقي مع الفقراء والفنانين المشاركين فيه ٥  كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٥ البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل منظمي حفل الغد الموسيقي مع الفقراء والفنانين المشاركين فيه ٥ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٥  (ANSA)

البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل منظمي حفل الغد الموسيقي مع الفقراء والفنانين المشاركين فيه

المحبة التي يعلمنا إياها يسوع ويطلبها منا، والموسيقى التي هي عطية من الله. كان هذا محور كلمة البابا لاوُن الرابع عشر خلال استقباله اليوم منظمي والفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي المخصص للفقراء الذي ينظَّم غدا السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.

استقبل البابا لاوُن الرابع عشر اليوم الجمعة ٥ كانون الأول ديسمبر منظمي والفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي للفقراء الذي سينظَّم في قاعة بولس السادس في الفاتيكان بعد ظهر الغد السبت. وبدأ البابا كلمته إلى الحضور معربا عن سعادته للقائهم عشية الدورة السادسة لهذا الحفل مشيرا إلى أن فكرة البابا فرنسيس هذه قد تحولت إلى تقليد جميل يندرج في سياق الاستعداد للميلاد حيث نحتفل بالرب يسوع المسيح الذي افتقر لأجلنا.

تحدث قداسة البابا بعد ذلك عن سر تجسد كلمة الله الذي كشف محبة الله الآب لكل واحد منا. وعاد البابا لاوُن الرابع عشر هنا إلى ما كتب البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة الأولى "الله محبة" والتي نُشرت في يوم الاحتفال بالميلاد، ٢٥ كانون الثاني ديسمبر ٢٠٠٥، حين تحدث عن تصرف الله الذي يأخذ شكلا مختلفا حين يتبع الله نفسه في يسوع المسيح الخروف الضال، أي البشرية المتألمة والضالة، حين يصبح الله طفلا يوكَل إلى رعاية والدَين من البشر ويبذل ذاته من أجلنا، وهذا الفعل هو أيقونة المحبة الإلهية التي تأتي لتُخلصنا.  كم هو جميل أن نقول بالقلب والعقل "الله محبة" واصل البابا لاوُن الرابع عشر. وأضاف أننا بالنظر إلى الله نتعلم أن نحب كما أحبنا هو، يمكننا اكتشاف أن وصية المحبة تجيب على حاجتنا الأكثر أصالة، وذلك لأننا حين نحب نحقق ذاتنا بالفعل.

وفي حديثه عن الحفل المخصص للفقراء قال قداسة البابا إنه ليس مجرد استعراض لفنانين مهرة أو عرض موسيقي جميل ولا حتى لحظة تضامن كي نريح ضمائرنا أمام ما في المجتمع من ظلم. وتابع الأب الأقدس معربا عن الرجاء أن تجعلنا المشاركة في هذا الموعد نتذكر كلام الرب: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه". وأضاف البابا لاوُن الرابع عشر أننا إن أحببنا عن صدق الجائع والعطشان، العريان والمريض، الغريب والسجين، فإننا نحب الرب. هذا هو الإنجيل، قال قداسته وذكَّر بما كتب في الإرشاد الرسولي "لقد أحببتك"، Dilexi te، نحن لسنا في أفق الإحسان، بل في أفق الوحي: فالتواصل مع مَن لا سلطان له ولا عظمة هو طريق أساسي للّقاء مع رب التاريخ. ففي الفقراء، يريد الله أن يقول لنا شيئا". وتابع البابا مشددا على أن هذا يُذكِّرنا بأن كرامة الأشخاص لا تقاس بما يملكون، فنحن لسنا خيورنا أو ما نملك بل نحن أبناء الله المحبوبون، ومن هذا المنطلق فعلى المحبة أن تكون علامة أفعالنا إزاء الآخرين، ولهذا فإن أخوتنا وأخواتنا الفقراء هم في الصفوف الأولى في حفلنا الموسيقي.

وانطلق الأب الأقدس من هنا للحديث عن الموسيقى وما كان لها دائما من دور هام في الخبرة المسيحية. وقال أن الترتيل في الاحتفالات الليتورجية ليس مرافقة صوتية أو خلفية، بل هدفه رفع النفوس كي تقترب بأكبر قدر ممكن من السر الذي نحتفل به. وتابع مستشهدا بكلمات القديس أغسطينوس ليؤكد على أهمية الدقة والالتزام والفن في الموسيقى والتناغم الذي تثمر عنه، ووصف الأب الأقدس هذا بعطية ثمينة وهبها الله للبشرية كلها. ودعا البابا الحضور إلى أن يُغنوا ويعزفوا خلال الحفل بفن وفي المقام الأول من القلب، وذلك لأن الموسيقى يمكنها بالفعل أن تكون شكلا من المحبة، طريق جمال يقود إلى الله.

وفي ختام كلمته وجه البابا لاوُن الرابع عشر الشكر إلى جميع مَن يعملون على إنجاح هذه الدورة من الحفل المخصص للفقراء. ثم بارك قداسته الجميع موكلا إياهم إلى شفاعة مريم كلية القداسة سلطانة الحبل بلا دنس، وأيضا شفاعة القديسة سيسيليا شفيعة الموسيقيين.     

05 ديسمبر 2025, 14:20