بحث

مداخلة رئيس الأساقفة غالاغر خلال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس الدولي مداخلة رئيس الأساقفة غالاغر خلال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس الدولي 

مداخلة رئيس الأساقفة غالاغر خلال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس الدولي

في مداخلة ألقاها خلال أعمال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس الدولي الملتئمة في روما لغاية السادس عشر من الجاري، حول موضوع "بناء مسارات جديدة للأخوة"، شاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر أن يسلط الضوء على أهمية "سلسلة الأخوّة" التي أنشأتها كاريتاس في العالم كله، خصوصا في السياق الجيوسياسي "الكارثي" الذي نعيشه اليوم.

أكد المسؤول الفاتيكاني أن الشبكات الذي عمل اتحاد كاريتاس الدولي على إنشائها في مختلف أنحاء العالم تكتسب أهمية كبرى وباتت اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى لأننا نعيش وضعا دولياً لا يقل تعقيداً عن زمن الحرب الباردة، وأشاد بالتزام الاتحاد لصالح السلام، وهو التزام لا يمكن أن يُفصل عن تعزيز الخير العام للعائلة البشرية.

خطاب رئيس الأساقفة غالاغر افتتح طاولة مستديرة حول موضوع "التحديات العالمية ودور كاريتاس" وشارك فيها السفير غابريال فيريرو دي لوما أوزوريو، رئيس اللجنة المعنية بالأمن الغذائي العالمي، فضلا عن ممثل عن المجلس العالمي للكنائس وأعضاء في كاريتاس قدموا من غانا، ميانمار وإيرلندا. ولفت سيادته إلى أنه منذ الخطاب الأخير الذي ألقاه خلال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس عام ٢٠١٩ شهد العالم أزمات لم يسبق لها مثيل، كالجائحة، والكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية، فضلا عن انعدام الأمن الغذائي والجوع، والصراعات الجديدة وانعدام الاستقرار السياسي.

وحذّر رئيس الأساقفة غالاغر من المخاطر التي تترتب على الصراع المسلح الدائر حالياً في قلب أوروبا، بالإضافة إلى المصدامات وأعمال العنف المتنامية في العديد من الدول، شأن هاييتي والسودان ومنطقة الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق شدد على أهمية الدعوة إلى تحقيق السلام والتفاهم بين الأشخاص والشعوب، التي ينبغي أن تكون أولوية بالنسبة للمبادرات الإنسانية.

بعدها لفت سيادته إلى أن ما نشهد اليوم من أوضاع إنسانية طارئة يطرح تساؤلات كبيرة بشأن قدرة الجماعة الدولية والمؤسسات التابعة لها على الحفاظ على السلام والثقة بين الأمم. وأمل أن تشكل النقاشات الدائرة خلال أعمال الجمعية العامة محطة هامة في مسيرة كاريتاس، وأن تساهم في تقوية روح الأخوة الذي هو محور هويتها الكاثوليكية، ويتطلب الاحترام المتبادل والأصالة. وذكّر رئيس الأساقفة غالاغر الحاضرين بأن الدور الذي أوكل إلى كاريتاس، مذ أن أبصرت النور في العام ١٩٥١ برغبة من البابا بيوس الثاني عشر، هو أن تكون تعبيراً عن محبة المسيح، من خلال التزام الجماعة المسيحية.

وشدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول في ختام مداخلته على ضرورة أن تجد كاريتاس قوة في هذا الإلهام اللاهوتي الذي يميزها عن باقي المنظمات الخيرية التي لا تبغي الربح، ولفت إلى أنها مدعوة بالتالي لنشر رسالة الإنجيل، إنجيل المسيح الراعي الصالح، في القارات الخمس وسط البيئات التي تعاني من الأزمات والعنف وانعدام الاستقرار السياسي.

13 مايو 2023, 11:42