بحث

2025.07.28 Inaugurazione Giubileo missionari digitali

الكاردينال بارولين يلقي كلمة في افتتاح يوبيل الإرساليين الرقميين

كيفية نقل الإيمان عبر العالم الرقمي، ضرورة قراءة علامات الأزمنة بعين الإيمان وقلب يسوع، عدم اختزال الرسالة الرقمية إلى قضية تقنيات أو اتصالات. كانت هذه بعض النقاط التي سلط عليها الضوء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في مداخلته اليوم الاثنين خلال افتتاح يوبيل الإرساليين الرقميين والمؤثرين الكاثوليك.

افتُتح اليوم الاثنين ٢٨ تموز يوليو في روما يوبيل الإرساليين الرقميين والمؤثرين الكاثوليك. وقد ألقى كلمة لهذه المناسبة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين بدأها مرحبا بالجميع. وأضاف أنه يرى هذه خبرة مثرية جدا وأنه يسعده أن يرى اليوم مَن يلتقون عادة عبر الشبكة وقد اجتمعوا معا وفي شركة مع الكنيسة كلها للاحتفال بيوبيل الرجاء.

ثم تحدث نيافته عن أن تقديم المعلومات هو أحد أهداف وساتل التواصل الاجتماعيـ إلا أنه يعتبر أن ما يجعلنا بالفعل أشخاصا أحياء هو القدرة على طرح الأسئلة. وتابع أن سؤال اليوم، وإلى جانب كل الأسئلة التي فرضها التاريخ على حياة الكنيسة، هو كيف يمكن للعالم الرقمي والذي يتغير بشكل سريع ويتعلق بأسلوب كوننا في العالم أن ينقل الغيمان. وأضاف أمين السر أن خبرة الكنيسة تمنحنا بعض الدروب التي تم السير عليها للإجابة على هذا السؤال، أن نكون في العالم لا تابعين له وأن نكون في الزمن لا أن نكون من الزمن. هذا ما يُطلب منا كي نشهد لحقيقة لقاء يعمل في العالم لكنه يسمو عليه ويُحوله.

وتابع أمين السر مداخلته مشيرا إلى أن ما نعيش وما أوجدناه نحن بابتكارنا ليس مجرد تغير تكنولوجي بل هو تغير حقبة حقيقي، تغير ثقافي يؤثر على إحساسنا بالزمن والعلاقات والحصول على المعلومات وما نعطي من معنى لكل هذا. وفي هذا المشهد لا يمكن لرسالة الكنيسة أن تكون غير فاعلة أو مرتجَلة، بل هي تكمن في القدرة على أن نقدِّم، من خلال اللقاء مع الله، معنى ووجهة. وتستدعي من جهة أخرى تصرفا متنبها وفاعلا، محاورا وإرساليا قادرا على قراءة علامات الأزمنة بأعين الإيمان وقلب يسوع.

ثم توقف الكاردينال بارولين عند التكنولوجيا الرقمية فقال إنها لم تعد مجرد أداة من بين أدوات أخرى، أداة أكثر قوة من غيرها، بل أصبحت لغة وبيئة وأسلوبا لسكن العالم. وأمام هذا التغير ليست الكنيسة مدعوة إلى تكرار نماذج معدة سابقا بل إلى التمييز في كيفية تقديم الإنجيل بأمانة وإبداع في هذا المشهد. وشدد أمين السر هنا على أن الحديث عن الرسالة الرقمية لا يعني تقليص الكرازة إلى قضية تقنيات أو اتصالات، بل الاعتراف بأن العالم الرقمي هو جزء من العالم الذي هناك فيه دائما أعداد أكبر من أشخاص يفكرون ويشعرون ويبحثون ويُقِيمون علاقات. ولهذا فإنه وأكثر من الاستراتيجيات هناك حاجة إلى حضور مشبَّع بالإنسانية وشهادة للحياة الإنجيلية واستعداد للحوار والإصغاء والسير مع الآخرين، وذلك عبر الشبكة أيضا. وما هو على المحك ليست فعالية محتوى ينتشر بشكل كبير بل قدرة الكنيسة على الشهادة لقرب الله في وسَط قد يبدو غير شخصي أو في لهاث غالبا ما تطبعه الكراهية والأنباء الكاذبة والزيف.  

ويرى الكاردينال بارولين أن القيام بالرسالة الرقمية يعني تبَني إيقاع وجراح وتساؤلات وتطلعات مَن يسكنون هذه الفسحة، بدون السقوط في غياب هوية أو في السطحية والميل نحو الظهور، وذلك من أجل إعادة اكتشاف جمال كوننا نتبع المسيح وكوننا في الكنيسة، وهكذا سنحمل رجاء المسيح الحي وفرحه.

وتابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن واحدا من الإسهامات الثمينة التي يمكن للكنيسة ولكم أيضا أن تقدموا في هذا المجال هو الرؤية العلائقية للإنسان التي تنبع من كوننا صورة للثالوث. ففي زمن يمكن للروابط فيه أن تعاني من التفكك أو التلاعب بها بسبب مصالح مختلفة تُقلص من كرامة الأشخاص فإن الإيمان المسيحي يُذكِّر بأن كل شخص هو وجه لا بروفايل، هو قصة مقدسة لا مجموعة بيانات. ولهذا فإن الرسالة الرقمية تتطلب دائما أسلوبا مسيحيا يفضِّل اللقاءات الحقيقية على الخطابات، الخدمة على النجومية، الشركة على الفردانية، الصبر على العجلة، الحقيقة على ما يعجب. كما وأراد الكاردينال بارولين لفت الأنظار إلى أن البشارة في العالم الرقمي ليست تميزا لمن يعرفون التعامل مع التقنيات، بل هي مسؤولية متقاسَمة لجميع مَن يعيشون زمننا هذا ونالوا عطية الإيمان، وهي دعوة خاصة لمن لديهم مواهب خاصة.            

ثم قال أمين السر للمشاركين في اليوبيل إن عليهم واجب تخيُّل أدوات رقمية جديدة ومنصات جديدة وأيضا نماذج اقتصادية جديدة. ثم ذكَّر في ختام كلمته بأن البابا فرنسيس وخلال اليوم العالمي للشباب في بنما قد تحدث عن مريم باعتبارها مؤثرة الله، وذلك بفضل شجاعتها على قول نَعمها في ثقة بمحبة الله ووعده. بينما دعا البابا لاوُن الرابع عشر في ٢٠ حزيران يونيو المنصرم إلى اكتشاف أن المعرفة الحقيقية ترتبط بشكل أكبر بالتعرف على المعنى الحقيقي للحياة، لا بتوفر البيانات. ثم ختم الكاردينال بارولين: جعلُ البيئة الرقمية جديدة، ها هو تحدٍ جميل. فلتكن هذه رسالتكم.

28 يوليو 2025, 15:26