بحث

رئيس الأساقفة فيزيكيلا يحدثنا عن سنة اليوبيل التي شارفت على نهايتها رئيس الأساقفة فيزيكيلا يحدثنا عن سنة اليوبيل التي شارفت على نهايتها   (@VATICAN MEDIA)

رئيس الأساقفة فيزيكيلا يحدثنا عن سنة اليوبيل التي شارفت على نهايتها

في مقابلة مع وسائل الإعلام الفاتيكانية تحدث قائم مقام عميد الدائرة الفاتيكانية للكرازة بالإنجيل رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلا عن سنة اليوبيل التي شارفت على نهايتها، لافتا إلى أن روما أثبتت مرة جديدة أنها مدينة مضيافة وآمنة.

قال سيادته إن كل يوبيل يحمل معه شيئا استثنائياً، وقد سمح لنا يوبيل العام ٢٠٢٥ بأن نتأمل في موضوع الرجاء، الأمر الذي أغنانا روحيا. وأضاف أن الرجاء هو واقع ملموس، وله وجه واسمٌ، لأن الرجاء هو شخص يسوع المسيح، كما أكد البابا لاون الرابع عشر في أكثر من مناسبة، والرجاء هو الحياة التي يمنحنا إياها الرب، وهذه الحقيقة، مضى سيادته يقول، تساعدنا على الالتزام في بناء حاضرنا، موجهين الأعين نحو المستقبل، وواضعين أمامنا هدفاً محددا. لذا فإن الرجاء ليس فكرة مجردة، بل هو واقع ملموس، حسي ومرئي.

هذا ثم قال رئيس الأساقفة فيزيكيلا إن الولادات هي من بين العلامات التي تدل على الرجاء، لأن التراجع في عدد الولادات يشير إلى غياب الفرح عندما ننظر إلى الغد. واعتبر أن ثمة حاجة اليوم لمسؤولية كبيرة على هذا الصعيد خصوصا لأن وهب الحياة هو الالتزام على صعيد الرجاء والفرح ويعكس الثقة في المستقبل. وذكّر سيادته في هذا السياق بأن البابا بولس السادس تحدث عن سر الشخص البشري، وعن أهمية النظر أبعد من صورة الإنسان التي نراها أمامنا، لأن الآخر هو أخ وأخت لنا، وإذا كنا أبناء الله فعلا فهذا يعني أننا جميعا أخوة وأخوات.

تابع المسؤول الفاتيكاني حديثه لافتا إلى أن للرجاء قوة أساسية في حياة كل رجل وامرأة، لاسيما في حياة كل مؤمن. وهو يتعارض مع اليأس والانغلاق على الذات. وقال إن سنة اليوبيل هذه ساعدتنا على أن ندرك أن الرجاء ليس كلمة فارغة، ليس يوطوبيا، بل هو شخص يسوع المسيح الذي يطلب منا أن نقدم علامات ملموسة عن الرجاء الموجود بداخلنا. وأضاف أن السنة المقدسة كانت أيضا علامة مميزة للكرازة بالإنجيل، وهي علامة رأيناها في شوارع روما، لاسيما في شارع المصالحة الذي يجتازه الحجاج وصولا إلى الباب المقدس في البازيليك الفاتيكانية. والمارة يشاهدون أشخاصاً يرنمون ويصلون رافعين صليب اليوبيل، الأمر الذي يحملهم على التفكير والتأمل، وهذا الواقع هو بحد ذاته بعد أساسي من أبعاد اليوبيل، إنه شهادة للإيمان تُعدي الآخرين.

بعدها قال رئيس الأساقفة فيزيكيلا إن الأشهر الأولى من اليوبيل كانت متعبة جداً بالنسبة للبابا فرنسيس، لاسيما خلال الفترة التي أمضاها في المستشفى. ثم جاءت وفاته وبعدها الكونكلاف وانتخاب البابا. وذكّر بأن مراسم التشييع جرت تزامناً مع يوبيل المراهقين، حيث كان يتواجد في روما أكثر من مائتي ألف فتى وفتاة يحتفلون بيوبيلهم، فشاركوا في مراسم التشييع بزخم كبير. ولفت سيادته إلى أن البابا لاون الرابع عشر استدعاه بعد يومين على انتخابه واطلع منه على برنامج اليوبيل قائلا إنه يقبله كما هو. وقد ترأس بالفعل كل الاحتفالات اليوبيلية المبرمجة مسبقا.

هذا ثم تحدث المسؤول الفاتيكاني عن التنسيق الرائع الذي تم بين مختلف المؤسسات والدوائر الفاتيكانية سعيا إلى بلوغ هدف مشترك. رداً على سؤال بشأن اختتام السنة اليوبيلية قال رئيس الأساقفة فيزيكيلا إنه لا بد أن تُعاش المرحلة الختامية بالزخم والحماسة اللذين رافقا بداية اليوبيل. وذكّر بأن روما استضافت على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية أكثر من اثنين وثلاثين مليون حاج شاركوا في مختلف النشاطات اليوبيلية. وختم فيزيكيلا بالقول إن هذا العدد الكبير من الحجاج يجعلنا ندرك تماماً الأهمية التي خصّ بها شعب الله يوبيل الرجاء.   

13 ديسمبر 2025, 12:51