بحث

رئيس الأساقفة بينيا بارا يترأس القداس بمشاركة موظفي الفاتيكان لمناسبة اقتراب عيد الميلاد رئيس الأساقفة بينيا بارا يترأس القداس بمشاركة موظفي الفاتيكان لمناسبة اقتراب عيد الميلاد  (@Vatican Media)

رئيس الأساقفة بينيا بارا يترأس القداس بمشاركة موظفي الفاتيكان لمناسبة اقتراب عيد الميلاد

في إطار الاستعدادات الروحية للاحتفال بعيد الميلاد ترأس نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، رئيس الأساقفة إدغار بينيا بارّا القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمشاركة موظفي دولة حاضرة الفاتيكان وعائلاتهم، ملقياً عظة سلط فيها الضوء على أهمية تأدية الخدمة بفرح على الرغم من المشاكل والمتاعب، وذلك كي نشارك فعلاً في مخططات الله.

استهل سيادته العظة متوقفاً عند ضرورة أن يبقى الله حاضراً دوما في حياتنا اليومية، وأن نسعى إلى التعمق في محبتنا للمسيح من خلال الصلاة مع الحفاظ على النظرة الروحية وسط انشغالات العمل والدراسة والرسالة، مدركين أن المؤمنين يساهمون هم أيضا في مخطط الرب المحب والمخلّص.

بعدها ذكّر المسؤول الفاتيكاني بالمقولة الشهيرة للقديس أغسطينس ألا هي: "استيقظ أيها الإنسان، لأن الله أصبح إنساناً من أجلك". وقال رئيس الأساقفة بينيا بارّا إن صدى هذا النداء يتردد سنوياً في زمن الميلاد في مغارة بيت لحم الصامتة، وينتشر وصولا إلى أقاصي الأرض، وذكّر بأن الميلاد هو عيد الأنوار والسلام، إنه يوم الدهشة والفرح اللذين يعمّان الكون كله. ففي ذلك المكان المتواضع أصبح ابن الله طفلاً، ومن هناك يوجه لكل واحد منا دعوة ألا وهي أن نولد من جديد لكي نعيش إلى الأبد.

هذا ثم توقف سيادته عند القراءة من الإنجيل المقدس الذي يحدثنا عن بشارة الملاك بولادة يوحنا المعمدان، وحاول أن يقدم أوجه الاختلاف بين بشارتي ولادة المعمدان وولادة يسوع، وقال إنه بالنسبة لخاتم الأنبياء فقد حصلت البشارة في الهيكل حيث كان والده زكريا الكاهن يقوم بمهام الكهنوت. أما بشارة الملاك بولادة الرب يسوع فقد تمت في مكان التلاقي، في بيت الناصرة. فمن هذا المنطلق – تابع سيادته يقول – شكل ميلاد الرب تحولاً، وتغيّراً جذرياً في الذهنية وفي التلاقي، فلم يعد المكان المقدس ضرورة لأن الرب قدّس كل مكان.

مضى نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى القول إن الملاك جعل زكريا أبكماً في أعقاب لحظة من الارتباك والتردد. أما اليوم فإن الله يتدخل في حياتنا ويجعلها خصبة، تولد الرجاء، وهو يتدخل في التاريخ ليبلغ ملأه. وذكّر رئيس الأساقفة بينيا بارّا بأن زكريا وأليصابات كانا بارّين أمام الله ويحفظان الشريعة، لكنهما كانا عاقرين وطاعنين في السن. ومع ذلك استخدم الله هذا الشر ليهبهما ولادة المعمدان، لذا ندرك أن الحياة هي دائماً هبة من الله. وقد قال الملاك لزكريا "لا تخف"، مضيفا أن صلواته قد استُجيبت، وسيولد له ابن. لكن عندما أبدى الكاهن شكاً بسبب ضعف إيمانه عاقبه الملاك، فصار أبكما حتى ولادة ابنه الذي سماه يوحنا، كما طُلب منه.

بعدها شاء سيادته أن يتوقف عند أوجه الاختلاف بين إيمان زكريا وإيمان مريم العذراء، لافتا إلى الإيمان الراسخ والكبير لمريم ويوسف ودعا المؤمنين إلى أن يطلبوا من الله أن يمنحهم هبة الإيمان هذه لكي يضعوا ثقتهم التامة به ويكتشفوا الأشياء الجيدة حتى وسط الأمور السيئة التي نواجهها خلال حياتنا. واعتبر المسؤول الفاتيكاني أن الصعوبات والمشاكل تساعدنا على النمو والتقدم والنضوج، مدركين أن الصدف لا وجود لها وأن كل شيء يصب في صالحنا، وهذا ما يسمح لنا بمتابعة مشوار الحياة برجاء فرِح.

تابع نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان العظة مسلطاً الضوء على أهمية أن يجدنا ملاك الرب مستعدين، قبل أيام قليلة على الاحتفال بعيد الميلاد، تماما كما وجد مريم ويوسف مستعدَين، وشجع المشاركين في القداس على تخطي العقم الروحي من خلال الشهادة للإنجيل، وعلى مواصلة خدمتهم للفاتيكان بفرح وطمأنينة حتى وسط المشاكل والصعوبات.

من بين المشاركين في القداس الإلهي استعدادا لعيد الميلاد الكاردينال ماورو غامبيتي رئيس كهنة البازيليك الفاتيكانية، وأمين عام حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان رئيس الأساقفة إيميليو نابّا فضلا عن المونسينيور لوشيو أدريان رويز أمين سر دائرة التواصل الفاتيكانية.

20 ديسمبر 2025, 11:46