بحث

تبادل ٩٠٠ من أسرى الحرب في اليمن يعزز فرص تحقيق السلام: مقابلة مع إيليونورا أرديمانيي تبادل ٩٠٠ من أسرى الحرب في اليمن يعزز فرص تحقيق السلام: مقابلة مع إيليونورا أرديمانيي   (ANSA)

تبادل ٩٠٠ من أسرى الحرب في اليمن يعزز فرص تحقيق السلام: مقابلة مع إيليونورا أرديمانيي

وصل إلى مطاري صنعاء وعدن مائة وأربعة أشخاص من أسرى الحرب، تم إطلاق سراحهم بعد الاتفاق الذي وُقع يوم الخميس الفائت بين المملكة العربية السعودية والثوار الحوثيين، ومن المرتقب أن تُعقد الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات بغية التوصل إلى هدنة في البلاد التي تشهد حرباً منذ ثماني سنوات، وتعيش أزمة إنسانية اعتُبرت من الأخطر في العالم.

مع إطلاق الدفعة الأخيرة من المعتقلين الحوثيين من قبل التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، انتهت عملية تبادل الأسرى والتي شملت حوالي تسعمائة شخص، ويرى فيها المراقبون خطوة هامة إلى الأمام باعتبارها أنها ستعزز الجهود الدبلوماسية الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية المدعومة من قبل الجماعة الدولية والثوار الحوثيين الموالين لإيران والذين أطاحوا بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في العام ٢٠١٥.

عملية تبادل الأسرى تمت بفضل وساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واستمرت على مدى ثلاثة أيام، وانتهت بوصول طائرة على متنها ستة وتسعون أسيراً إلى مطار صنعاء الدولي، الخاضع لسيطرة الحوثيين، وطائرة أخرى على متنها ثمانية أسرى إلى مطار عدن الخاضع لنفوذ قوات التحالف بقيادة الرياض. وقد شملت العملية سبعمائة من المعتقلين الحوثيين ومائة وثمانين من عناصر قوات التحالف بينهم جنود سعوديون وسودانيون.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع السيدة إليونورا أرديمانيي الخبيرة في الشؤون اليمنية والباحثة في معهد الدراسات السياسية الدولية التي لفتت إلى أهمية عملية تبادل الأسرى، باعتبارها تشكل خطوة إلى الأمام في عملية بناء الثقة بين الطرفين المتنازعين، خصوصا وأنه توجد بين هؤلاء الأسرى شخصيات بارزة، شأن وزير الدفاع السابق الذي اعتُقل بعد انقلاب الحوثيين، وشقيق الرئيس اليمني هادي.

وذكّرت المسؤولة الإيطالية بأن الجولة الأخيرة من المحادثات عُقدت في صنعاء بين وفد رسمي سعودي ووفد من الثوار الحوثيين، ووصفها الطرفان بالإيجابية، مشيرة إلى أن المفاوضات عُقدت بغياب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً فضلا عن المجلس الرئاسي، الذي أبصر النور بمبادرة سعودية من أجل توحيد الجبهة المعارضة للثوار الحوثيين.  وأضافت أن الحكومة والمجلس عبرا عن دعمهما للمحادثات لكن عدم مشاركتهما فيها يفتح المجال أمام سيناريوهات هشة بشأن استمرار المفاوضات.

بعدها لفتت السيدة أرديمانيي إلى أن الصراع اليمني أسفر عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، في وقت يعيش فيه ملايين آخرون أزمة إنسانية من بين الأخطر في العالم، وسط النقص في المواد الغذائية وتفشي الأمراض. وأكدت أن الهدنة التي تم التوقيع عليها لسنة خلت وانتهت مدتها في تشرين الأول أكتوبر الماضي أدت في الواقع إلى تراجع ملحوظ في أعمال العنف في اليمن، وسمحت أيضا بتحسين الأوضاع المعيشية بالنسبة للعديد من اليمنيين. لكن مع انتهاء الهدنة تجددت الاشتباكات في العديد من المناطق، لاسيما في مدينة تعز، التي ما تزال محاصرة من قبل الحوثيين، واستُكمل القتال في منطقة مأرب الاستراتيجية حيث تتواجد القوات الموالية للحكومة وحقول النفط والغاز.

19 أبريل 2023, 11:32