مقابلة خاصة مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق ورئيس وزراء تشاد الأسبق
في مستهل الحوار، أوضح معالي الوزير فكي محمد أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية هي "رمز لمن يساهم بطريقة ما فيما نسميه الأخوة الإنسانية"، وأنها ترتكز على مبادئ وقيم أساسية تشمل السلام، والعدالة، والتنمية، والتضامن، خاصة مع الضعفاء. وأشار إلى أن الجائزة تأتي في وقت يعاني فيه العالم من تحديات كبيرة كالحروب والنزاعات، مما يستدعي "الرجوع إلى القيم الإنسانية والقيم الدينية". وقد أكد على أهمية الجائزة بعد لقائه بالإمام الأكبر شيخ الأزهر في القاهرة وقداسة البابا في الفاتيكان، حيث أبديا دعمهما للفكرة. وأوضح سعادته أن عدد المرشحين يبلغ ما لا يقل عن 3000 مرشح، مما يجعل عملية الاختيار "صعبة بالتأكيد"، حيث قد يقع الاختيار على شخصية، أو منظمة، أو كليهما معًا. ويُعد هذا الإقبال الكبير دليلاً على اهتمام الناس بموضوع الأخوة الإنسانية وما يساهم في "السلام والاستقرار والصلح والازدهار للشعوب".
انتقل الحوار إلى دور الأخوة الإنسانية في حل النزاعات، لا سيما في القارة الأفريقية. وأكد فكي محمد أن العديد من المناطق في أفريقيا تعاني من خلافات وحروب، تعود جذورها أحيانًا إلى خلافات عقائدية، أو قبلية، أو سياسية. ولحل هذه المشاكل، "نحن نحتاج إلى وسطاء، إلى ناس خاصة يدعمون السلام، وناس ذو ثقة". وفي هذا الإطار، "تنشط الجائزة وتزكي عمل من يقوم بشكل ما من أجل المصالحة، من أجل هذه الأخوة". ووصف الوضع في السودان بأنه "حرب شبه أهلية" و "خطير جدًا"، مشددًا على أنه رغم تدخل الأنظمة السياسية، فإن العمل الإنساني والعمل الذي يقوده القادة الروحيون والدينيون يمكن أن يكون له تأثير أكبر، حيث "يثق بهم الناس أكثر لأنهم محايدون تمامًا"، وهذا "يساعد طبعًا في ترسيخ السلام والمصالحة والأمن والاستقرار".
ختامًا، وجه معالي موسى فكي محمد رسالة هامة للشباب عبر إذاعة الفاتيكان، بصفته عضوًا في لجنة التحكيم. لفت سعادته إلى أن الشباب في أغلب الأحوال يكونون "ضحية في هذه النزاعات، وهم حطب الوقود مع الأسف". ودعاهم إلى تبني الصبر والاستماع إلى توجيهات كبار السن، رجال الدين، والسلطات التقليدية. وشدد على أن أسباب الانجرار للنزاعات تكمن في الفقر وعدم الأمل، مما يدفع البعض إلى عمليات انتحارية أو هجرة غير شرعية، لذا يجب التركيز على حل الأسباب الجذرية مثل "عدم التنمية، عدم الاستقرار". وطالب الشباب بأن يكونوا واعيين وألا "ينجروا في عمليات أو في حروب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل"، كما دعا المسؤولين السياسيين والإداريين والتقليديين والمجتمعيين إلى "خلق أجواء تسمح لهذا الشباب أن ينجر إلى التنمية والعمل من أجل التغيير، من أن يجروه في الحروب والمغامرات".